سياسياً فان الانتخابات النيابية التي ستجري بعد أيام لا يغيب عن المشاركة فيها أي لون سياسي أردني، كلهم مشاركون من قوى وسطية ويسار وقومية واسلامية والاحزاب التي تروج للدولة المدنية والليبراليين وحتى القوى السياسية والحزبية التي لم تحسم حتى الآن لونها السياسي والفكري وما زال الجمهور حائرا في تصنيفها.
وحتى القوى الإسلامية التي لا يعجبها شيء والأكثر انتقاداً للبرلمانات والدولة واشياء أخرى فانها لم تترك مقعداً يمكنها المنافسة عليه إلا تقدمت، وكل هذه التفاصيل ايجابية لمصلحة العملية الانتخابية والدور السياسي العام للانتخابات في تقديم رسالة للعالم.
ليس مهماً ما تقول القوى السياسية والحزبية في مواسم الترشح وحملات تسويق نفسها لأن اجواء الانتخابات تفرض على من يقدم نفسه للناس ان يتحدث باشياء وافكار وطروحات قد لا تكون مقنعة له، لكن هكذا هي الانتخابات مشبعة بالرومانسية السياسية والاحلام تماماً مثل بدايات علاقات الزواج والخطوبة والعشق حتى ذلك العشق الممنوع.
والجانب الايجابي العام في هذه المشاركة الشاملة حزبياً أنها تأكيد على أن فكر الخروج من اللعبة السياسية والمقاطعة ومحاولة التأثير على صورة الدولة او محاولة افشال العملية الانتخابية والتي جربتها بعض القوى خلال مراحل سابقة ليست طريقا يحقق لصاحبه شيئاً او يخدمه، فمن يتحدث عن محاولات استهدافه من الدولة ثم يقرر الخروج والانكفاء فانه يعاقب نفسه ويعمق آثار اي استهداف له.
ولانها التجربة الانتخابية الاولى لبعض الاحزاب الجديدة وبسبب ضعف حضور معظم الاحزاب القديمة شعبياً فان انعكاس المشاركة الكاملة والشاملة على نسب المشاركة لن يكون كما يجب، فما زالت معظم الاحزاب لا تملك اصواتاً انتخابية تقدمها لمرشحيها بل تعتمد على تاريخ المرشح وحضوره الشخصي او عشيرته أو ماله ونفوذه، لكن تبقى الانتخابات الحالية اولى الخطوات التي نتمنى أن يتم البناء عليها عبر تسويق الاحزاب لنفسها شعبياً لتكون الاحزاب مصدر الأصوات وليست فقط جهة منظمة لعملية ترشح افرادها.
الانتخابات القادمة أمر لا يخص الجهات الرسمية او الهيئة المستقلة للانتخاب بل هي عملية سياسية كبرى أردنية فالمشاركة فيها ضرورة ونزاهتها السياسية والإدارية لا غنى عنها..