الأخ العزيز عواد الخلايلة
تحية طيبة وبعد
اسمح لي أن أطرح هذا السؤال عبر موقعنا الجليل مدار الساعة، وهو الوحيد الذي غردت فيه خارج أسوار الرأي العتيد, بحكم زمالتنا والمحبة وما جمعنا.. واسمح لي أن أسألك في إطار المهنة لا في إطار الشخصنة.
يقول أحد الزملاء في مقالته المنشورة اليوم، والذي أجله شخصياً وأقدره: (ووفق ما لدي من معلومات فإن ماراثون الاستمزاج والتشاور السياسي قد بدأ وفعلا ثمة أسماء مرشحة يجري تداولها لتشكيل الحكومة القادمة).. انتهى الاقتباس.
ركز معي أخي عواد، نحن في الصحافة نكتب تحليلاً أحياناً, لكن الأستاذ الزميل هنا يقول وفق ما لدي من معلومات.. هذا يدل أن مؤسسات سيادية في الدولة قد زودت صديقنا العزيز بهذه المعلومات المتعلقة بتشكيل حكومة جديدة.. لأننا حين نتحدث عن تشكيل جديد فنحن نعرف المصدر.. بالتأكيد لن يستقي الصحفي معلوماته في هكذا شأن من كشك حسن أبو علي في البلد.
وسؤالي لماذا لا نزود نحن أيضا بالمعلومات, أنا صحفي أيضاً ومن حقي أن أزود بالمعلومات حول تشكيل حكومة جديدة.. علما بأن تشكيل أي حكومة أو إقالة أخرى هو حق دستوي للملك وحده.. ولكن ما دام أن القصة فيها معلومات، فهذا يؤكد على حقيقتين:
الأولى: أن معلومات التشكيل هي بيد مؤسسات سيادية.. وبالتالي حديث الزميل عن امتلاكه معلومات يدل بما لا يدع مجالاً للشك على أن هنالك تسريبات أو أن المعلومات أعطيت له.
ثانيا: في نقابة الصحفيين الأردنيين يوجد أكثر من ألف صحفي ممارس للمهنة, وهؤلاء أيضا وحسب قانون الحصول على المعلومة من حقهم معرفة .. أمور البلد والتقلبات.. والقرارات المستقبلية, دون تمييز أو مفاضلة بين أحد وآخر.
ثانيا: الزميل يتحدث أيضاً عن تغييرات شاملة في الدولة, وأنا لا أعرف هل حصل على المعلومات حول هذه التغييرات في إطار المشورة.. مثل أن يسأل: شو (رأيك بفلان وزيراً للداخلية) , أو (شو رأيك انحط فلان عين)... أو أن الزميل قدم مجرد استنتاج مع أني استبعد أن يكون فعل ذلك لأنه يتحدث عن معلومات.
الأخ العزيز عواد الخلايلة؛
أنا لا أقصد مهاجمة زميل غال وعزيز وأستاذ لنا في المهنة، ولكني أقصد فهم طبيعة المؤسسات لدينا التي تقدم معلومات لصحفي.. بالمقابل تنسى الآخرين.. وأنا لا أفهم معنى أن أجلس مع رئيس الوزراء شخصياً وأجده مرتاحاً لإجراءات الانتخابات ويتحدث عن المستقبل بثقة.. وهو لا يعلم متى سترحل حكومته بالمقابل زميل صحفي يستند إلى معلومات ويعطيك التاريخ بأنه نهاية أيلول موعد رحيله لا بل يؤكد أن تغييرات شاملة ستترافق مع تغيير الحكومة.
ليس لدينا مشكلة مع الدولة, ولكن مشكلتنا مع الأوصياء على الدولة.
واسلم لصديقك.
