لا شك أن قرار وزير الداخلية مازن الفراية، استحداث تأشيرة إلكترونية وأخرى متعددة السفرات قد اتى أكله فها هي الاحصائيات تؤكد نجاح التوجه حيث قالت ان عدد الفيز الالكترونية الممنوحة منذ بداية السنة بلغ ٢٧٠ الف فيزا لمختلف الجنسيات.
القرار كان صائبا رغم انه مر ببعض الآراء المختلفة وهي ذات الآراء التي لا تزال ترفض وتقاوم التطوير بحجج انتهى زمانها ومفعولها.
أدرك الوزير الفراية أن عقارب الساعة في المنافسة تسير بسرعة قصوى ولولا العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والتوتر الاقليمي لرأينا ارقاما مضاعفة للحصول على الفيزا الالكترونية. ولرأينا كيف ان الخطوة ساهمت في تشجيع السياحة والاعمال لان تعقيدات السفر او تسهيلها هو نصف الرغبة في زيارة هذا البلد او ذاك.
الدول تتسابق لكسب الزوار سياحا كانوا أم رجال اعمال أو حتى زوارا وإن التسهيلات لا بد وأن تتخذ عاجلا أم آجلا وأن الانغلاق لا يفيد الأردن بشيء وما بقي هو تعاون كل الأجهزة المعنية لتسهيل تنفيذ قرارات الوزير وتوجهاته.
مثل هذه القرارات من شأنها إن روج لها بشكل صحيح أن تستقطب الزوار إلى الأردن مجموعات سياحية كانوا أم أفرادا ما دام التدقيق الأمني وجد أن طالب التأشيرة نظيف فلا يجب أن تأخذ خطوات منحها وقتا.
أطلقت الإمارات العربية المتحدة مؤخرا منصة «فيزا أون لاين» يحصل طالبها على التأشيرة خلال ساعتين.
التأشيرة الإلكترونية تنهي البيروقراطية والمزاجية وستوفر كثيرا من الوقت والتكلفة على المسافر الذي في بعض الاحيان مروره يمنع حتى بعد أن يدفع ثمن تأشيرة غير مستردة ويطلب إليه العودة في أول طائرة مغادرة.
الهدف هو تقديم التسهيلات للمستثمرين وزوار المملكة، لمنفعة وفائدة الاقتصاد وانسيابية حركة السياح وطالبي العلاج والتجار ورؤوس الأموال.
تحرك وزير الداخلية في هذا الإطار جاء بعد ملاحظات عديدة حول تعقيدات منح التأشيرات في بلد يحتاج إلى زوار وسياح ورجال أعمال, لكن الأهم هو كسر تابوهات كانت ولا تزال تفيض بالتعقيدات والخوف من الآخر.
لفت الانتباه الغاء ما يسمى بالتحسينات المقيدة ولماذا تلصق مثل هذه الصفة ببعض الجنسيات ما دام الحل هو في الفيزا الالكترونية المسبقة.
الدول التي ترغب في انعاش السياحة والاعمال ابتكرت نظام تأشيرة إقامة طويلة الأمد، لخمس أو عشر سنوات، وأخرى سياحية لمدة خمس سنوات، فقط بإبراز كشف حساب بنكي لآخر ستة أشهر.
وفي دول اخرى يكفي تملك شقة أو حتى عقد إيجار طويل لمنح الإقامة ولفترات طويلة حتى دول أوروبا بدأت بمنح تسهيلات مغرية ومؤخرا فتحت بعض دول أوروبا الشرقية أبوابها للسياح ورجال الأعمال من دول الخليج فقررت منح تأشيرة الدخول في المطارات.
المهم مواصلة البحث عن الثغرات لتذليلها وعن المعيقات لإزالتها وعن أي باب يجعل الأردن مقصدا سياحيا واقتصاديا مميزا.
الظروف القاهرة التي تمر بها المنطقة لن تكون مؤبدة ومن الخطأ البناء عليها في اتخاذ قرارات تخص المستقبل.