لعلي استهللت العنوان بتسمية الضفة الغربية حسب المعتقد اليهودي والرسمي الإسرائيلي ، فالحلم الصهيونى لم يكتمل الا بقيام دولة إسرائيل في أرض يهودا والسامرة مكرسين ما بناه الأجداد حسب رؤيتهم وقد وضعت هذه الحكومة الحالية اليمينية المتطرفة على عاتقها هذا الأمر فقامت بكل ما يلزم في سبيل ذلك، فقد عينت عُتاة التطرف وسادته على رأس المناصب الحكومية التي تتعلق بشكل مباشر بتسيير حياة الفلسطينيين فقد أُولي ملف الإدارة المدنية للضفة الغربية للمتطرف سموترش ووزير الأمن القومي بن غفير المسؤول عن الشرطة وقوات حرس الحدود المعنية بحفظ الأمن .
كل ذلك يثبت أن الهدف الأسمى للإحتلال هو الضفة الغربية بالمقام الأول وليست بأقل من مخططاتهم في غزة، وخير دليل تصريحات وزير الخارجية حول وجوب إفراغ الضفة من السكان العرب وحديث نيتنياهو عن خطيئة أوسلو .
مُخطأ من يظن أن التوجه العسكري الان نحو الضفة هو نتيجة لعملية السابع من اكتوبر فسياسة التهويد واضحة ورغبة الحكومة اليمينية الحالية بإحتلال الضفة واضحة وجلية للعيان لكن تبقى إشكاليات عديدة عالقة تريد اسرائيل تحقيقها بدء باستغلال الفرصة المتاحة والضوء الأخضر الأمريكي لمهاجمة قادة المقاومة في الضفة واستغلال نيتنياهو ذلك لمسك العصى من النصف مع تزايد أعداد المحتجين في الشارع الإسرائيلي ووجود تحولات في سلوكهم الاحتجاجي نحو الإضرابات الذي سيبضرب ما تبقى من الإقتصاد المتهالك بالأصل نتيجة الحرب وذلك بالتوجه عسكرياً نحو الضفة بما يُرضي رغبات سموترش وبن غفير الذي بحاجتهم لبقاء الإئتلاف الحكومي له ويرضي بنفس الوقت جنرالات الجيش الذين أشاحو له بوجوب إنهاء حربه العدمية في غرة وأنها أصبحت ليس لها أي قيمة سوا الزيادة في الخسائر المادية واللوجستية وقتل المزيد .
العلامة الفارقة في ذلك لدى صانع القرار الإسرائيلي بمعضلتين يحاول انهائهم بأسرع وقت يضمن ابتلاع الجغرافيا والديموغرافيا
فالجغرافيا قام بما يلزم دون قيد فتوسع بالإستيطان وقضم أراضي وصادر الكثير منها ولم يعتبر بتقسيمات أوسلو حتى وصلت المستوطنات الغير شرعية في الضفة إلى ما يزيد عن ٤٢٪ من مساحة الضفة ولم يوقفه أي رادع أمام التوسع على حساب الفلسطينيين وصولا لنسف أي محاولة بناء دولة للفلسطينيين،
لكن المعضلة الأكبر هي الواقع الديموغرافي فلم يستطع رغم ما يقوم به من إقتلاع الفلسطيني من أرضه وتحويلها لمنطقة غير صالحة للسكن فمحاولاتهم لتحويل الضفة لكنتونات سكانيه فلسطينيه صغيرة لم تنجع وانكسرت الة الحرب الصهيونية أمام تمسك الفلسطيني بأرضه رغم التضييق على حياة الفلسطينيين من وضع حواجز تفتيش بشكل كبير وهدم منازله والإعتداء على الممتلكات وإطلاق يد المستوطنين بحماية الجيش ضد الفلسطينيين وتخريب منازلهم وحرق مركباتهم وكل ما من شأنه التضييق على سبُل عيشهم لم تحقق مرادهم في تهجيرهم ، فالتهجير الذي يعلم نوايا الاحتلال الفلسطينيين الذين يقابلون ذلك بالتشبث أكثر وكذلك الأردن الذي يعلم تمام اليقين أن ما يحصل هي محاولات تهجير الفلسطينيين نحو الأردن ويفرض واقع ديموغرافي جديد يكون فيه الغلبه لليهود على حساب المكون العربي الفلسطيني ولو على الأقل تهجير حوالي مايقارب ال ٢٥٠ الف فلسطيني يحملون الجنسية الأردنية نحو الأردن حتى بين الأردن موقفه الرافض لأي محاولات تهجير لا بل اعتبرها اعلان حرب .
لا نراهن على القانون الدولي ولا الولايات المتحدة الأمريكية ولا الموقف الدولي المُتخاذل في ردع اسرائيل عن نواياها الخبيثه تجاه الضفة إنما العلامة الفارقه هو العلاقة الروحية التي تربط الفلسطيني بأرضه ورفضه أن يتركها مهما كلف الأمر.