أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس الموقف شكوى مستثمر شهادة مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

مهيرات تكتب: المرأة والإدارة المحلية في الأردن: مفتاح التنمية المستدامة


الدكتورة ميرفت مهيرات

مهيرات تكتب: المرأة والإدارة المحلية في الأردن: مفتاح التنمية المستدامة

مدار الساعة ـ
هل تخيلت يومًا كيف سيكون شكل مجتمعنا إذا كانت النساء أكثر حضورًا في الإدارة المحلية؟ المرأة ليست فقط نصف المجتمع، بل هي أيضًا مفتاح رئيسي لتحقيق التنمية المستدامة. في الأردن، شهدنا خطوات إيجابية نحو تعزيز دور المرأة في المجالس البلدية والمحلية، لكن هناك رحلة طويلة لا تزال تنتظرنا.
المرأة الأردنية بدعم وتوجيه من جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا على طريق التغيير
في السنوات الأخيرة، ارتفعت نسبة تمثيل النساء في المجالس البلدية في الأردن إلى 28.5% في عام 2022، بعد أن كانت 25% في عام 2017. هذا التقدم يظهر أن المرأة الأردنية قادرة على تجاوز التحديات والمساهمة بفعالية في إدارة الشؤون المحلية. لكن هل هذا كافٍ؟ عندما نقارن هذا التمثيل مع دول مثل السويد ورواندا، ندرك أن هناك المزيد الذي يمكن تحقيقه.
النموذج السويدي والرواندي: كيف نجحوا؟
دعونا نلقي نظرة على السويد، حيث تصل نسبة النساء في المجالس المحلية إلى 43%. ليس من قبيل الصدفة أن السويد تحتل مرتبة عالية في مؤشرات المساواة بين الجنسين؛ فالسياسات الداعمة مثل إجازة الأمومة المدفوعة الأجر والدعم المالي للعائلات، ساهمت في جعل المرأة شريكًا أساسيًا في التنمية المحلية.
والآن لنتوجه إلى رواندا، التي قد تكون قصة نجاح غير متوقعة لكثيرين. بعد الإبادة الجماعية المدمرة في عام 1994، اعتمدت رواندا سياسة الكوتا النسائية، مما رفع نسبة النساء في المجالس المحلية إلى 61%، وهي الأعلى عالميًا. نتيجة لذلك، أصبحت المرأة الرواندية قوة محركة في إعادة بناء البلاد، وتطوير سياسات تعزز الاستدامة والرفاه الاجتماعي.
التحديات في الأردن: كيف نتغلب عليها؟
على الرغم من التقدم الذي حققته المرأة الأردنية، لا تزال هناك عقبات كبيرة. التقاليد الثقافية والاجتماعية يمكن أن تكون حجر عثرة أمام النساء الراغبات في خوض غمار السياسة المحلية. بالإضافة إلى ذلك، قد يواجهن نقصًا في الدعم السياسي والاجتماعي الذي يحد من قدرتهن على إحداث تغيير فعلي. ولكن من قال إن التحديات غير قابلة للتغلب؟ و لماذا مشاركة المرأة مهمة لتحقيق التنمية المستدامة؟
إن تعزيز دور المرأة في الإدارة المحلية لا يتعلق فقط بالمساواة بين الجنسين، بل هو استثمار ذكي في مستقبل المجتمع ككل. تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن النساء اللاتي يتولين مناصب قيادية في المجالس المحلية غالبًا ما يركزن على تحسين الخدمات الصحية والتعليمية وحماية البيئة. هذه الأولويات ليست فقط ضرورية لتحقيق التنمية المستدامة، بل تسهم أيضًا في تحسين جودة الحياة للجميع.نحو مستقبل مشرق: خطوات لتعزيز دور المرأة
ماذا يمكننا أن نفعل لتعزيز مشاركة المرأة في الإدارة المحلية بالأردن؟ يمكن أن تبدأ الخطوة الأولى بتطبيق سياسات دعم مثل الكوتا النسائية على جميع المستويات الحكومية. كما يجب أن نركز على تقديم التدريب والدعم للنساء الطموحات في دخول عالم السياسة المحلية. ولكن الأمر لا يتوقف هنا؛ فحملات التوعية والتثقيف يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في تغيير النظرة المجتمعية لدور المرأة القيادي.
خاتمة: المرأة هي المستقبل
إذا أردنا أن نحقق التنمية المستدامة في الأردن، علينا أن نبدأ بتمكين المرأة في الإدارة المحلية. التجارب العالمية تؤكد أن مشاركة المرأة ليست مجرد مسألة مساواة، بل هي عامل حاسم في تحقيق تقدم حقيقي. فلنكن جميعًا جزءًا من هذا التغيير، ولنعمل معًا من أجل مستقبل يكون فيه دور المرأة أساسيًا في بناء مجتمع أفضل ومستدام.
مدار الساعة ـ