يعتبر حياد الهيئة المستقلة للأنتخاب أحد العوامل الأساسية لضمان نزاهة العملية الانتخابية، حيث تلعب هذه الهيئة دوراً محورياً في الإشراف على الانتخابات وضمان أن تُجرى وفقاً لأعلى المعايير الدولية للشفافية والنزاهة. ويتمحور مفهوم حياد الهيئة حول ضرورة عدم انحيازها لأي طرف سياسي أو جماعة ضغط، مما يضمن أن تكون الانتخابات معبرة عن إرادة الشعب بشكل عادل وديمقراطي.

اولا -الأُسس القانونية لحياد الهيئة:

تأسست الهيئة المستقلة للانتخاب في الأردن بموجب تعديل دستوري عام 2011، كجزء من الإصلاحات الدستورية التي هدفت إلى تعزيز الديمقراطية والمشاركة السياسية في البلاد. وقد أُنشئت الهيئة بموجب القانون رقم (11) لسنة 2012، والذي نص على أن تكون الهيئة هيئة مستقلة مالياً وإدارياً، مما يكفل لها القدرة على أداء مهامها دون تدخل من السلطات التنفيذية أو أي جهة أخرى.

ثانيا- مظاهر حياد الهيئة:

1. التشكيل والاستقلالية:

يتم تعيين أعضاء مجلس مفوضي الهيئة من قبل جلالة الملك، ويُراعى في اختيارهم النزاهة والاستقلالية، بحيث لا يكونوا أعضاءً في أي حزب سياسي أو مرتبطين بمصالح سياسية.

2. الشفافية في الإجراءات:

تعمل الهيئة على نشر جميع الإجراءات المتعلقة بالانتخابات، من حيث تسجيل الناخبين، وإعلان قوائم المرشحين، وتنظيم حملات التوعية، بما يضمن اطلاع الجمهور على جميع مراحل العملية الانتخابية.

3. الرقابة والمساءلة:

تُخضع الهيئة لإشراف قضائي مستقل، حيث يمكن الطعن في قراراتها أمام المحاكم المختصة، مما يعزز من مبدأ المساءلة والرقابة القانونية على أعمالها.

4. إدارة العملية الانتخابية :

تتولى الهيئة إدارة جميع مراحل العملية الانتخابية بدءاً من تسجيل الناخبين وحتى إعلان النتائج، وتحرص على عدم التدخل في الحملات الانتخابية للمرشحين، وتوفير بيئة محايدة تمكن الجميع من التنافس بشكل عادل.

ثالثا - التحديات والضمانات

رغم أن الهيئة المستقلة للانتخاب تتمتع بسمعة طيبة فيما يخص حيادها، إلا أن هناك تحديات تواجهها. من بين هذه التحديات الضغوط السياسية التي قد تمارسها بعض الجهات، بالإضافة إلى ضرورة استمرار تطوير كفاءات الكوادر البشرية العاملة فيها وتعزيز شفافيتها في التعامل مع مختلف الأطراف.

والخقيقة ان ابرز الضمانات التي توفرها الهيئة لتعزيز حيادها:

١- إشراك منظمات المجتمع المدني:

تعمل الهيئة على إشراك منظمات المجتمع المدني في الرقابة على العملية الانتخابية، مما يعزز من الثقة في نزاهتها.

٢- التعاون مع المنظمات الدولية:

تسعى الهيئة للتعاون مع المنظمات الدولية المتخصصة في مجال الانتخابات للحصول على المشورة والدعم الفني.

ونختم بالقول ان حياد الهيئة المستقلة للانتخاب في الأردن يمثل ركيزة أساسية في بناء عملية انتخابية نزيهة وشفافة، تعبر عن إرادة الناخبين بصدق. وللحفاظ على هذا الحياد، يجب أن تظل الهيئة مستقلة مالياً وإدارياً، وتتمتع بدعم المجتمع المحلي والدولي، وأن تُخضع دائماً للرقابة والمساءلة القانونية لضمان استمرار نزاهتها.

والله من وراء القصد.