إن مما لا شك فيه أن الثورة المعلوماتية الحديثة في مجال التكنولوجيا ،وسرعة الإتصال والتواصل، سخرت جميعها لخدمة البشرية، وأصبح من السهل الوصول إلى أدوات التكنولوجيا الحديثة بغض النظر عن الجنس والعمر والثقافة.
وفي ظل كل هذا التسارع الذي نشهده، نلاحظ أن الغالبية الكبرى ماتزال عاجزة تماماً عن توظيف هذه التكنولوجيا بشكل كامل لخدمة مشاريعها..
وبالنظر إلى ما نشهده في واقعنا بالتزامن مع الحملات الانتخابية، يمكن القول انه ما زال هنالك فجوة كبير بين الواقع والطموحات في طريقة طرح الفكر الانتخابي من حيث الأساليب المستخدمة في تقديم المحتوى حيث ان الأساليب التقليدية والوسائل الحديثة هما وجهان مختلفان كليا من حيث الشكل والمضمون.
ان المتابع للمشهد الانتخابي الدعائي، يلاحظ ان هنالك قصور كبير في الانتقال الآمن، من الصورة النمطية التقليدية في طرح البرامج الأنتخابيه، الى الوجه المشرق الحضاري بصورته الرقمية.
فعند النظر إلى التكلفة الباهظة التي يتم هدرها على الدعايات الانتخابية بكافة اشكالها للمرشحين، نجد بأنها تكلفه خيالية تُستنزف بغير مكانها، والبديل حتماً موجود بتكلفة ومجهود أقل وبأساليب متنوعة، بل ان هذه الادوات الرقمية تمكن المرشحين من الوصول السريع ببرامجهم الانتخابية للفئة الأكبر من المجتمع. علاوة على ذلك، ان التلوث البصري الناتج من الكم الهائل للدعايات الانتخابية هو اشاره سلبية من شانها ان تكون عامل عكسي يحول من اظهار الصورة الايجابية للتقدم الحضاري للمجتمعات ...
في النهاية، نستطيع القول بأن التطور التكنولوجي وتوفر الادوات الرقمية بسهوله بين ايدينا، يحتم علينا إعادة التفكير مليا في كيفية إدارة المشهد الانتخابي، اخذين بعين الاعتبار تسخير الأساليب الحديثة المتنوعة التي من شأنها الارتقاء بالمجتمع لافضل المستويات.