مدار الساعة - كتب: الدكتور صبري ربيحات - نشر ابناء واحفاد السيدة حلوة ملحس خبر احتفالهم بعيد ميلادها الرابع والتسعين وقد سرني انها لا تزال بصحة جيدة ونتمنى لها طول العمر...
ولمن لا يعرف السيدة حلوة فهي واحدة من اهم رائدات العمل النسوي في الاردن فقد كانت حاضرة في كل الأنشطة والميادين فإضافة الى انها امتهنت التدريس في اشهر مدارس عمان كانت السيدة حلوة من اوائل النساء الاردنيات اللواتي اشغلن الفضاء العام بالعمل التطوعي فأسسن الجمعيات وشاركن في اللجان وحضرن المؤتمرات واقمن الأنشطة والندوات التي رفعت مستوى الوعي بقضايا التغير الاجتماعي والتحديث ومعالجة المشكلات الناجمة عن التحول ..
في الاردن الذي حقق انجازات ثقافية وحضارية خلال النصف الثاني من القرن الماضي كان هناك سيدات رائدات بذلن جهودا كبيرة زينت المسيرة ورسمت صورة مشرقة لبلد تكافل ابناءه وبناته على صنع حاضره والتاثير في مستقبله .
لقد كانت حلوة ملحس ابنة الاسرة التعمرية الرائدة في التعليم والشقيقة الكبرى لمعالي الدكتور امين محمود وشقيقه المربي الفذ عطية محمود رائدة وقائدة بكل ما تحمل الكلمة من معنى فقد اهتمت بالتعليم النسوي والتدبير المنزلي وادارت ملفاتهم وكانت احد الوجوه البارزه في الحركة النسوية الاردنية لا تغيب عن فعالية او تتردد في قول ما ترى ان من الضروري قوله .
الى جانب السيدات نمرة طنوس و بثينة جردانة ونائلة الرشدان وهيفاء البشير وانعام المفتي وليلى نفاع وعيدة المطلق وسهام القاسم وهيفاء ابو غزالة ورابحة الدباس والعشرات من الرائدت كانت حلوة ملحس تذكر الجميع باهمية أدوار المرأة والشراكة بين الجنسين دون المساس بالبناء الاسري او تغليب جانب العمل على العناية بالاسرة ورعايتها.
منذ ايام شاركتنا السيدة هيفاء البشير حفل إطلاق كتاب جديد للدكتورة نسرين العواملة وبعدها بأيام قضيت يوما كاملا بصحبة استاذي الكبير ورائد علم الاجتماع والعمل التطوعي في الاردن الدكتور سري ناصر أطال الله في أعمارهم .
ولانهم جميعا كانوا الاساتذة والقدوة والمنارات التي اهتدينا بنورها في العمل كتبت هذه السطور بعدما وقعت عيني على صورة السيدة حلوة ملحس التي اتمنى لها الصحة والحياة المليئة بالافراح والمسرات وهدوء البال والرحمة لكل اللواتي رحلن من رفيقاتها والعمر المديد لمن لا زلن على قيد الحياة ...
