فيما «نَعتْ» مصادر أمنِية مصرية, محادثات وقف النار في غزة, معتبرة أنها «انتهت دون اتفاق», مشيرة الى ان حركة حماس و«اسرائيل», لم تُوافِقا على العديد من المقترحات التي قدمها الوسطاء، ما زاد من الشكوك إزاء فرص إحراز تقدّم لإنهاء الحرب الوحشية المستمرة منذ 10 أشهر على قطاع غزة, يُواصل باعة الأوهام في واشنطن بث المزيد من الترّهات للتغطية على تواطئهم مع حكومة الفاشيين في تل أبيب, بعد الصفعات التي ما يزال مجرم الحرب نتنياهو يُوجهها الى إدارة بايدن الآفلة.
إذ خرجَ علينا متحدث الأمن القومي الأميركي/ الجنرال جون كيربي قائلا: التلميحات بـ«انهيار» محادثات القاهرة حول غزة «مرفوضة», بل على العكس «بنّاءة», مضيفا بارتباك: ان المفاوضات أحرزت «تقدماً» ومن المتوقع ان تتواصل على مستوى «فِرَق العمل». فهل ثمة صحة او دِقة في ثرثرة الجنرال كيربي لرهط من الصحفيين في البيت الأبيض؟.
الجواب لدى نتنياهو بالتأكيد (كما حركة حماس بالطبع), دون إهمال الموقف المصري «كون الحديث يدور عن «محور صلاح الدين» أو ما يُعرف بـ«ممر فيلادلفي» الرابط حدوديا بين القطاع الفلسطيني ومصر, ولا صلة للكيان الصهيوني به, وهو وارد مذكور, في معاهدة «كامب ديفيد» بين مصر والدولة العنصرية.
محور فيلادلفي هو العقدة الكأداء, ناهيك عن معبر رفح البري وإن بدرجة أقل حِدة, حيث يُصر نتنياهو على البقاء فيه, بل وصلت الوقاحة به حد الطلب من مصر «تعديل» معاهدة كامب ديفيد, بما يسمح لإسرائيل البقاء فيه, ولهذا أصدر مكتبه بياناً تفوح منه رائحة التحدي لواشنطن على وجه الخصوص, فضلا عن استهتاره بوفد التفاوض الصهيوني, ناهيك عن رأي المؤسسة العسكريةُ في هذا الشأن.
نفى مكتب نتنياهو التقارير «الإعلامية» التي تفيد بأن «إسرائيل وافقت على تقليص قواتها في ممر فيلادلفي, من أجل الانتهاء من اتفاق الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، وقال المكتب أول من أمس/الاثنين: إن نتنياهو مُتمسك بـ«مبدأ» بقاء إسرائيل فعليًا في ممر فيلادلفي، من مَعبر كرم أبو سالم إلى البحر». وفق صحيفة/ جيروزاليم بوست العبرية. في الوقت الذي نقلت فيه القناة الـ12، عن ديوان نتنياهو انه «مُصمم على إعادة المخطوفين, وبقاء محور فيلادلفي بيد إسرائيل». مضيفة نقلا عن نتنياهو قوله: «لا يهمّني موقف المؤسسة الأمنية والعسكرية بشأن محور فيلادلفي. في ما بدا رداً على ما أدلى به مجرم الحرب/غالانت, أن بـِ«إمكاننا التعامل مع الوضع في محور فيلادلفي, إذا خرجنا منه لمدة » 6» أسابيع».
فهل في يد إدارة بايدن الافلة «اوراق» للعب بها في وجه مَن أفشل «قمة القاهرة» على ما دأب الإعلام الصهيواميركي وصف الجولة الأخيرة من محادثات القاهرة, التي لم تشارك فيها حركة حماس, بل ذهب وفد منها للاستماع الى ما لدى الجانب المصري حول آخر المقترحات والحلول التي يطرحها الوسطاء الثلاثة؟
من السذاجة الاعتقاد ان إدارة بايدن تمتلك القدرة و(الرغبة), على معاقبة إسرائيل, ليس فقط لأن نتنياهو خرج على طاعتها فحسب, بل كون الحشد العسكري الأميركي المهول في شرق المتوسط, جاهزاً للدفاع عن «إسرائيل», ضد أعدائها, حتى وإن كان رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة/ الجنرال سي. كيو براون «قلَلَ» اول من امس/الاثنين من «خطر اندلاع حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط في الأمد القريب». موضحا أن «المخاطر على المدى القريب لإتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط, إنحسرت إلى حد ما, بعد تبادل إسرائيل وحزب الله إطلاق النار دون حدوث مزيد من التصعيد». مُستطرداً: «كان لديكَ أمران كُنتَ تعلم أنهما سيحدثان. حدثَ أحدهما بالفعل. والآن يعتمد الأمر على كيفية مُضي الثاني».
وأضاف «كيفية رد إيران ستكون من مُحدّدات كيفية رد إسرائيل, وهو ما سيكون بدوره من مُحددات ما إذا كان هناك اتساع لرقعة الصراع أم لا».
في المجمل الغموض ما يزال يكتنف المشهد الإقليمي المحتقن, فيما تبدو إدارة بايدن «نمر بلا أنياب», على نحو ليس مخاطرة القول ان نتنياهو «أذلّها», وأسهمَ في ضعفها, بعد نجاح يهود وصهاينة البيت الأبيض, في إغراق مخازن «دولتهم اليهودية» بكل انواع الأسلحة والقنابل الفتاكة, وجلب الأساطيل لـ«تأديب» مَن يجرؤ على المسّ بأمنها.
* استدراك:
واشنطن تزود جيش العدو بـ«50» ألف طن من الاسلحة والمعدات خلال 10 أشهر
أعلن جيش الصهيونية، اول أمس/الاثنين، عن وصول طائرة النقل الـ«500» المُحملة بالسلاح، مند، بدء حرب الإبادة والتجويع الصهيوأميركية على الشعب الفلسطيني إذ جاء في بيان للجيش الفاشي، فإنه «إستوردَ» حتى الان 50 ألف طن من الاسلحة والمعدات، وصلته في الاساس من الولايات المتحدة. وتم نقلها بـ«500» طائرة نقل و«107» من سفن الشحن مضيفاً: أنه بضمن المعدات كانت «ناقلات جُند ومركبات عسكرية متنوعة. وهذا لا يشمل الأسلحة والمعدات من الصناعة الصهيونية.