الضفة الغربية أرض فلسطينية تحت ادارة السلطة الفلسطينية، وهي ارض يحكم العلاقة فيها بين السلطة الفلسطينية واسرائيل اتفاق أوسلو او مابقي منه، هذا الاتفاق الذي جاء نتيجه عملية سياسية سرية قادها ياسر عرفات بوساطة النرويج دون علم العرب وفي مقدمتهم الاردن سعيا للحصول على اعتراف اسرائيلي امريكي بمنظمة التحرير.
والقدس بما فيها المقدسات الإسلامية والمسيحية ارض خاضعة للاحتلال الصهيوني. أما الوصاية الهاشمية التي تم التأكيد عليها ضمن معاهدة السلام الاردنية الإسرائيلية وتفاهمات اخرى اقليمية ودولية فهي حاضرة منذ قرن من الزمان قبل ظهور كيان الاحتلال، لكن التأكيد عليها كان حماية لهذه المقدسات لانه لولا الوصاية الهاشمية لكانت كل مقدسات القدس تحت ادارة وزارة الاديان الإسرائيلية.
والوصاية الهاشمية معركة يومية يديرها الاردن مع المحتل لحماية القدس ومقدساتها من التهويد وتغيير الهوية، لكن على الارض القدس ضمن المناطق الخاضعة للاحتلال، ولهذا نجد محاولات الاحتلال اليومية ضد الاماكن المقدسة في القدس بل ضد هوية الارض هناك ومحاولات تفريغ القدس من سكانها العرب؛ مسلمين ومسيحيين، ومواجهة هذا الجزء من الجهد الاردني اليومي الذي لا يظهر للعيان.
ومرحلة العدوان على غزة أعادت هيكلة العلاقة الاردنية الإسرائيلية في ظل موقف اردني شاهد العالم صلابته السياسية واستمراريته لان الاردن أدرك منذ اليوم الأول للعدوان المشروع السياسي للعدوان الصهيوني وتأثيره على القضية الفلسطينية بما في ذلك الجهد الاسرائيلي المنهجي لتنفيذ عملية تهجير من غزة الى خارجها.
ورغم ان معركة غزة لم تنته حتى الآن؛ إلا ان كيان الاحتلال الذي يدرك حدود وجدية الموقف الاردني يعلم ان الضفة الغربية وان كانت أرضا فلسطينية تديرها السلطة الفلسطينية الا ان ما يجري في الضفة والقدس قضية تؤثر على المصالح العليا للاردن، ولهذا شهدنا خلال كل المراحل الاخيرة تصعيدا اسرائيليا في الضفة الغربية وتسليحا للمستوطنين وبناء ميليشيات تتبع لوزير الامن القومي الصهيوني وأيضاً التصريح العدواني لبن غفير ببناء كنيس لصلاة اليهود في المسجد الأقصى، وهو تصريح وان كانت جهات إسرائيلية عديدة رفضته الا انه كان مقصودا وموجها للاردن صاحب الرعاية للأماكن المقدسة.
معركتنا القادمة فلسطينيين وأردنيين هي الضفة الغربية والقدس التي لن يكون مفاجئا اي تصعيد غير عادي من اسرائيل داخل الضفة ولا اي عمليات استفزاز في المقدسات، والاردن الذي يقرأ مسار حكومة نتنياهو جيدا ويعلم أهدافها يدرك ان الضفة هدف للتصعيد الاسرائيلي ولديه تصور لخياراته التي تواجه هذا التصعيد خاصة في ظل قناعة اردنية حقيقية ان السلام والمعاهدة مع اسرائيل اداة لحفظ المصالح فان عجزت عن ذلك فانها تتحول إلى عبء على الدولة..