تابعت الليلة مناظرة بين حزب الميثاق الوطني ومثله الأمين العام للحزب الدكتور محمد المومني وحزب جبهة العمل الإسلامي ومثله نائب الأمين العام المهندس وائل السقا.
وبدأ المذيع القدير عامر الرجوب هذه المناظرة بطرح سؤال عن رؤية كل حزب في مشكلة البطالة وحلها وهي المشكلة الكبرى التي تؤرق كل بيت في الأردن وتقض مضاجع الشباب وأهاليهم في المدن والقرى والبادية..
وسأكتفي في هذا المقالة بالتعليق على هذا المحور لانه تحد وطني ينذر بكثير من المخاطر في حال عدم طرح استراتيجية واقعية لحله لإخراج الشباب الأردني من شبح الفراغ واليأس والقنوط وإلا فسيكفر بكل المبادئ والمثل ويتزعزع انتماءه للوطن ويصبح فريسة سهلة لمن لا يريدون للأردن إلا الشر والسقوط ويمكن للقراء العودة للحلقة ومتابعة باقي محاورها.
وأول انطباع تولد في ذهني بعد سماع استراتيجية حزب الميثاق هو الواقعية والمصداقية فهذه الاستراتيجية وضعها خبراء وأكاديميون ومتخصصون في الشأن الاقتصادي وقد وضعت حلولا واقعية منطقية تخفف مستوى البطالة بواقع ٦٪ على مدار أربع سنوات هي عمر البرلمان القادم وقد أورد الدكتور المومني بنود هذه الاستراتيجية بأسلوب عقلي منطقي بعيد كل البعد عن الحلول الانتخابية الوهمية التي تنتهي بصدور نتائج الانتخابات وطرح خطة طموحة وحلول عملية تمثلت بخمسة محاور هي الإحلال وتشغيل الشباب بدل العمالة الوافدة وإصدار نشرة نصف سنوية تعرف الشباب بفرص العمل المتوفرة والتي يمكن إحلالهم فيها بدل العمالة الوافدة. والتدريب للشباب وتهيئتهم لدخول سوق العمل مسلحين بالمهارات اللازمة التي تجعلهم قادرين فنياً ومهنياً للمنافسة والحصول على الوظائف في ظل ثورة معرفية وتكنولوجية تسابق الزمن ولا مكان فيها لأنصاف المتعلمين.
ثم تأتي الخطوة الثالثة وهي التشبيك بين طالبي العمل وأصحاب العمل وتوفير قاعدة بيانات متاحة على صفحة الحزب لكل شباب الوطن ومن مختلف الاختصاصات وهي خطوة متقدمة سبق بها حزب الميثاق الحكومات المتعاقبة. وذكر المومني أن الخطوة الرابعة في هذه الاستراتيجية كما يراها الحزب في أن حل مشكلة البطالة يكمن في تعديل قانون الاستثمار وقانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص بوضع إجراءات عملية منطقية تراعي مصالح كلا الطرفين وبنجاح هذه الاجراءات سيتشجع المستثمرون للاستثمار في بلد تحترم حكومته وبرلمانه العلاقة الخاصة بين هذين القطاعين لينتج عن ذلك توفير فرص العمل للشباب وتجعلهم معاول بناء في اقتصاد الوطن ودورته المالية بدلاً من اليأس والقنوط وفقدان الأمل
ولم يغفل المومني في الخطوة الخامسة عنصراً مهماً جداً وهو الريادة وتحويل الشباب الأردني من مجرد باحثين عن عمل إلى أصحاب عمل بما يمتلكونه من مهارات علمية وولاء وانتماء للوطن وقيادته وهم بحاجة إلى من يأخذ بأيدهم وهذا ما فعله حزب الميثاق
وعندما انتقل الحديث إلى المهندس وائل السقا الذي نحترمه ونقدره على المستوى الشخصي لكنه عندما تحدث عن استراتيجية الحزب ورؤيته سار على نفس النهج والأسلوب الذي يطرحه الإخوان المسلمون منذ عشرات السنين والقائم على عدم الواقعية في الحلول التي يطرحونها لكافة المشكلات ومنها مشكلة البطالة والدليل أن السقا طرح استراتيجية تحتاج عشر سنوات تم تضمينها في مصفوفة تتكون من ١٧ خطوة أو إجراء لنقل الاقتصاد الأردني من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد منتج وهو هدف غير واقعي وغير قابل للتحقيق في ظل الظروف السياسية والاقتصادية المحيطة في الأردن والتي لا تخفى على أي أحد. ثم جاءت المفاجأة التي أذهلتني والتي ذكر السقا أنها تعقب عشر سنوات التحول الاقتصادي وهي وضع حلول تحتاج (٤٠ ) عاماً لحل مشكلة البطالة وتسديد المديونية الأمر الذي يعني أن حل مشكلة البطالة والمديونية تتطلب حسب تصريحات نائب أمين عام الحزب خمسين عاماً وحتى أتأكد قمت بإعادة اللقطة لعلها أربع سنوات فإذا سمعي ٦/٦ والرقم ٤٠ عاماً !!! وتخيلوا معي عندما يسمع الشباب هذا الرقم !!! أي صدمة سيصدمون !!؟؟ وأي احباط سيحبطون حتى لو كانت هذه الاستراتيجية على المدى البعيد فكيف سنقنع فيها الشباب !!؟؟ وهذا ما أوحى لي بكتابة هذه المقالة التي لا أهاجم فيها أحداً هجوماً شخصياً ومن يتحدث في الشأن العام يجب أن يحترم الرأي الآخر ونسأل الله أن نعيش ٤٠ عاماً !!!! حتى نرى هذه الخطة بعيدة المدى والتي في نهايتها سيصبح الشباب الباحثون عن العمل ويعانون من البطالة أجداداً وجدات وهذا هو الفرق بين وضع الخطط الواقعية وبين بيع الأوهام وأجزم أن الشعب الأردني سيختار الحزب الذي يبث الأمل والتفاؤل وينبذ اليأس والإحباط وهو حزب الميثاق الذي له من اسمه نصيب فمن معانيه في اللغة العهد والوعد والوفاء وتحقيق الآمال والطموحات وموعدنا يا أحبابي وأقاربي وأصدقائي وأنسبائي وبالأخص طلابي هو ٩/١٠ فمنكم الفزعة والتصويت ومنا الصدق والوفاء بالوعود إن شاء الله القائل في القرآن العظيم : ( وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۥ وَٱلْمُؤْمِنُونَ ۖ …الآية ) صدق الله العظيم