انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات برلمانيات وفيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات الموقف شهادة جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

'الصوت' لا يستحقه مَن خذل بلده


سميح المعايطة
وزير سابق

'الصوت' لا يستحقه مَن خذل بلده

سميح المعايطة
سميح المعايطة
وزير سابق
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
حين يذهب الاردني الى صندوق الاقتراع فيكون من منطلقات ودوافع عديدة من انحياز لعشيرته او عائلته او حزبه او لعلاقات شخصية والبعض ربما يذهب تنفيذا لقسم اقسمه على كتاب الله حين تسلم ثمن الصوت من السمسار، وفي النهاية فان كل المنطلقات النبيلة باستثناء الرشوة وبيع الصوت مشروعة ومحل تقدير.
وفي دول العالم التي تتداول فيها الاحزاب تشكيل الحكومات يكون التصويت للحزب اما مكافأة على حسن اداء حكومة الحزب ومواقفها العامة او برامجها الخدماتية او التصويت لخصوم الحزب عقابا للحزب الضعيف في ادائه وأداء حكومته ونوابه.
نحن مقبلون على يوم الذهاب الى صناديق الاقتراع، وهو يوم نمارس فيه قناعاتنا الشخصية حتى بعض القناعات التي لانؤمن بها حين نضع ورقة عليها اسم مرشح نختاره لاعتبارات القرابة والدم او الاحراج، لكن في النهاية يملك كل منا في خلوة التصويت ان يحترم قناعته.
ومهما تكن قناعات كل من يذهب إلى الصندوق ولماذا جاء وما الذي اخرجه من بيته الى مركز الاقتراع فان هذا الامر ضرورة وجزء من علاقة كل اردني ببلده حتى لو كان تقييم اي منا لاداء نائب او كتلة او حتى المجلس تقييما سلبيا او له تحفظات لان مجلس النواب جزء مهم من سلطات الدولة ومؤسساتها الدستورية التي لايكتمل بناء الدولة الدستورية الا بها.
يوم الاقتراع سيغادر مئات الالاف والملايين بيوتهم الى صناديق الاقتراع وكل ناخب لديه ما اخرجه من بيته لكن المهم او الاهم ان لانعطي صوتا لكل من خذل هذا البلد بموقف او تطاول على مؤسساته او على رموزه او على سيادته او من يتعامل مع هذا البلد بعقلية الاستغلال وليس باعتباره وطنا، وكل من اعتقد في مراحل القلق حولنا ان الاردن ذاهب إلى فوضى ففرح بهذا الاعتقاد بل عمل على دفع الامور لمسار سيئ.
لايستحق الصوت من خذل الاردن بفساد او تقاعس عن اداء الواجب او اغلق عيونه وقلبه امام اي سوء قد يصيب البلد سعيا لمصلحة او خوفا من ثمن الرجولة.
لا يستحق الصوت من اشترى ذمم الناخبين او اساء لصورة الاردنيين او اراد ان يصل لقبة المجلس على حقائب الدنانير.
لايستحق الصوت من يتعامل مع الاردن وكأنه شركة يزيد ارباحه المالية او السياسية من خلال ترشحه او ترشح من يهمه أمره، واذا ضاقت المراحل على هذا البلد سعى للقفز السياسي من السفينة لانها ليست سفينته بل السوق الذي يتاجر فيه ويزيد ارباحه..
من يستحق الصوت من اعتقد ان الاردن وطنه وقدم واجبه، ربما يرى البعض انها مواصفات غير واقعية لكن هذه الكلمات محاولة لانصاف من يستحقون الصوت في مواسم الانتخابات..
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ