على مدار الشهور التي استمر بها العدوان الهمجي الاسرائيلي على قطاع غزة، جرى تكثيف اعلامي صور وكأن الحرب هي حرب قطاع غزة وحده، وتركزت الجهود على وقف العدوان الاسرائيلي على القطاع، وهذا امر طبعي ومرحلي، لكنه يجب ان لا ينسينا ان مايجري في غزة هو جزء من حرب اكبر، تدور رحاها على كامل تراب فلسطين، ويسعى العدو الاسرائيلي الى توسيع رقعتها الى خارج فلسطين للهروب من مأزقه في غزة وكذلك في الضفة الغربية ،لأن مايجرب في الضفة الغربية لايقل اهمية عن مايجري في غزة، فكلاهما يكمل بعضه بعضه الاخر، اعني مقاومة فلسطين. وهي في النهاية تصب في حرب تحرير فلسطين، التي هي حرب الأمة كلها لتحرير جزء من ارضها ومقدساتها. وهذه حقيقة حاول الإعلام الصهيوني والمتصهين اخفائها، ولكنها ستظل حاضرة في الوعي الجمعي لأمتنا. الذي سيستفيد من تجربة غزة في المقاومة والصمود. خاصة لجهة ما احدثه صمود غزة من تحولات كبيرة في مفاهيم حرب فلسطين ومساراتها، يجب البناء عليها وتعظيمها،واول ذلك ان من يريد ان يكون مؤثرا بالاحداث المحيطة به، عليه اولا ان يمتلك ارادته، وان يحرر هذه الارادة من اية قيود عليها. وبعد امتلاك الارادة الحرة عليه ان ياخذ باسباب القوة قدر استطاعته،وقد قدمت غزة نموذجا لامتلاك القوة، من خلال ترجمة فكرة المقاومة الشعبية، ومفهوم كل مواطن (غفير)، فلا ارادة او هدف يتحقق في هذا الكون مهما كان عادلا مالم تدعمه قوة مادية ومعنوية، وحتى تتحقق الارادة والهدف لابد من حاضنة اجتماعية لهما، لانه عندما تتوفر الحاضنة الاجتماعية المؤمنة بالهدف اوالمقتنعة بالقرار تهون التضحية، ويسهل تحمل الصعاب في سبيل تحقيق الهدف او ترجمة القرار وتحقيقه في واقع الناس وحياتهم، وهذا كله حدث في غزة لذلك حصل الصمود ووقع التغير، وهو مايجب ان نتعلمه للبناء عليه وصولا الى التحرير النهائي والنصر المبين.