شهد العالم في العقود الأخيرة ثورة تقنية مذهلة أدت إلى ظهور الإنترنت وتطور وسائل الاتصال الاجتماعي بشكل ملحوظ. أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياة الأفراد بكل العالم حيث تؤثر بشكل كبير على حياتنا اليومية من خلال استخدام الموبايل وجهاز اللابتوب وغيرها من الأجهزة الذكية وتنزيل العديد من البرامج التي لا يمكن الاستغناء عنها. يلعب هذا التأثير دوراً في تغيير أنماط الحياة الاجتماعية ، الصحة النفسية ،والجسدية.

ان وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت جزءا هاما من حياتنا اليومية في العصر الرقمي، حيث توفر لنا منصات تتيح لنا التواصل مع الأصدقاء والعائلة، مشاركة اللحظات المهمة، والوصول إلى المعلومات بسرعة. ومع ذلك، فإن الاستخدام المتزايد لهذه المواقع له تأثيرات متعددة على الصحة الجسدية والنفسية للأفراد.

تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية

يمكن لمواقع التواصل الاجتماعي أن تؤثر بشكل سلبي على الصحة النفسية للفرد من خلال عدةجوانب:

-الإدمان الرقمي: أن الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي يؤدي إلى الادمان الرقمي، وهو حالة نفسية تتسم بالتعلق الزائد بالإنترنت والشعور بالقلق والانزعاج عند عدم التمكن من الاتصال بهذه المواقع والاستخدام لساعات طويله تتجاوز 10 ساعات في اليوم.

-القلق والاكتئاب: ان استخدام مواقع التواصل الاجتماعي المتكرر والمستمر يزيد من حالات القلق والاكتئاب، حيث يمكن أن يشعر الأفراد بالعزلةالاجتماعية أو الضغط من أجل التكيف مع معايير غير واقعية يتم تسليط الضوء عليها في هذة المنصات .

-الضغط الاجتماعي: تعزز مواقع التواصل الاجتماعي مشاعر المقارنة الاجتماعية، مما قد يزيد من الضغوط النفسية لدى الأفراد، خاصة بين الشباب والمراهقين، بسبب مقارنة حياتهم الشخصية بحياةالآخرين التي يتم عرضها بصورة مثالية على هذه المنصات.مما يسبب مشاكل في عدم الرضا عن الحياة ،والشعور بعدم الثقة بالنفس،والإحباط المستمر.

"في سياق التأثيرات النفسية والاجتماعية لمواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال تلعب دورًا لا يمكن إنكاره وسلبي في بعض الاوقات وتؤثر على مهاراتهم الاجتماعية،وتفاعلهم مع مجتمعهم،وعلى نطقهم.

كما تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة الجسدية للأفراد من خلال قلة النشاط البدني

قضاء وقت طويل أمام الشاشات قد يؤدي إلى تقليل النشاط البدني، مما يزيدمن خطر الإصابة بأمراض مثل السمنة وأمراض القلب.

اضطرابات النوم والإستخدام بشكل مكثف، خاصة قبل النوم، قد يؤثرسلباً على جودة النوم، مما يؤدي إلى اضطرابات مثل الأرق. أثبّت الدراسات الحديثة ان هناك علاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي واضطرابات النوم، وأن هناك علاقة ارتباطية بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي واضطرابات النوم كما أن الاستخدام المفرط لهذه الوسائل يرتبط بزيادة معدلات اضطرابات النوم .