أنا أعرف أغلبية قادة الأحزاب، مثلا من أصدقائي: أحمد الصفدي، ومحمد المومني..نضال بطاينة، قيس زيادين..إلخ.
وبصراحة ونتيجة لإيماني بعملية الإصلاح السياسي، أريد الإنخراط في حزب...ولكن المشكلة أني كلما أفصحت لأحدهم عن رغبتي..نظر إلي باستغراب، ثم هرب من الموضوع...
ماذا يعيبني، ولماذا تعزف الأحزاب عن ضمي إليها، أستطيع مثلا أن أكون مسؤولا عن القطاع الشبابي، أو مثلا عن قطاع شؤون المرأة..أستطيع أن اكون منسق العلاقات الخارجية للحزب..أستطيع أيضا أن أكون رئيس حلقة أو شعبة.
لكنهم للأسف يقومون برفضي على الفور، قال لي أحدهم مرة..سننظر في الموضوع، ومنذ عام ونصف وهو ينظر ولم اتلق إجابة.. وقالت لي احدى القياديات: موعدنا ع ال (11) في المقر، وغابت (34) يوما...
وها أنا حائر بين وعد ووعد، ربما عملي كصحفي يجعلهم (ينفرون) مني وربما الأمر يرتبط نوعا ما بقضية الوعي أو الشغب ولا فرق..على كل حال أنا اخترت حزبي, أنا أصلا انتمي لذاك الكحل الذي غافل الجفن وسال بعد دمعة حرى، وأنتمي أيضا..لتنظيم سري خطير جدا وهو الجديلة حين تعقد في الفجر وترمى على الكتف الأيمن، ومسموح للريح فقط أن تغازلها...أنا انتمي، لتنظيم الجديلة الذي ياما فجر الدم في قلوب العشاق..وياما أتعب الشوارع.
أنا لي حزبي وتنظيمي الذي لا يكتشف ولا يخترق...ولا تجرؤ كل أجهزة الأمن في الدنيا على التنصت عليه...تنظيمي هو وشوشات أطلقتها في أذن صبية من الكرك حين كنا صغارا مثل الفجر في تشرين، والفجر في تشرين تشرق الشمس فيه خجولة...نعم تنظيمي هو ذاك الخجل الطفولي العاشق، تنظيمي هو أذن تلك الصبية التي مالت على فمي..وكنت أشعر يومها أن الهواء يخرج من صدري مثل النار..
وتنظيمي أيضا هو السنابل التي اختبأت بها، هو ذاك العش الصغير الذي بناه الحسون على مقربة من منزلنا، وكان سري الصغير الذي لا أكشفه لأحد..فقد كنت أراقب الأنثى حين تغادر وأتسلل لفراخها، وأضع فتات الخبز المبلول ثم أعود، راقبت صغارها حتى كبروا وطاروا..ومن ثم هجرت الأم عشها...صار العش خاويا وغريبا مثلي تماما.
هم يرفضونني لكنهم لايعرفون أني كنت أخطر عضو في أخطر تنظيم سري وهو الحب والرموش الطويلة...