لدى لقائه بمجموعةٍ من السياسيين والإعلاميين انطلقَ جلالة الملك بحديثِ الواثق عن التحديات الإقليمية وتأكيدهِ على قدرة الأردن بتجاوزها وبقائهِ ثابتًا على مسارات التحديث السياسي الذي لن يتأتى إلا بإيجاد الأرض الخصبة لبيئةٍ حزبيةٍ أكثر نضوجًا تبلور النهج التشاركي الذي يُحمّل الجميع مسؤوليته الحقيقية وضمان تقديم الأحزاب للبرامجِ الواقعية القابلة للتطبيق والخاضعة للقياس ليتسعَ المدى أمام المواطن لاختيار القادرين على حمل مسؤولية التشريع والرقابة وفقَ معايير المُفاضلة المُعتمدة على الكفاءةِ من بين المطروح على الساحةِ السياسية.
هنا وكعادتهِ إنطلق جلالة الملك بوعيهِ السياسي للحديث عن مستقبلِ المنطقة القابع خلفَ قضبان التطرّف للحكومة الصهيونية اليمينية داعيًا الرأي العالمي الفعّال إلى وجوبِ التحرك الفوري والحتمي لوقفِ العدوان على ما تبقى من قطاع غزة بعد أن رُمّلت النساء ويُتّم الأطفال وأصبح الحلم لا يتجاوز كِسرة خبزٍ لطفلٍ جفت دموعه وعروقه من الجوع، ليصبح أي تصعيدٍ بالمنطقة بمثابةِ إذعانٍ بوأد ما تبقى من فرصٍ لإخراج المنطقة من كارثةٍ إنسانيةٍ بكل ما تعنيه الكلمة مع تأكيد جلالة الملك ان الأردن لن يقبل المساس بأمنهِ وأمانهِ تحت أي ظرفٍ كان.
جلالةُ الملك أشار في حديثه إلى أهميةِ دور الساسة والإعلاميين في إيضاحِ الحقيقة وكسرِ المرايا الزائفة التي تحاول التشويش على مواقف الأردن الذي قدّم وما زال يُقدم وسيُقدم الكثير تجاه القضايا العربية والقومية والإسلامية, وأن الأردن ما زال يتحملُ الكثير جرّاء مواقفه السياسية الثابتة بالرغم من ظروفه الاقتصادية الصعبة وأن الجهد الدبلوماسي الأردني يسعى وبكل ما أوتي من قوةٍ لوقف العدوان الغاشم وإلزام المجتمع الدولي لزيادة المساعدات الإغاثية إلى من تجرّعوا ويلات الألم والفقد خصوصًا بعد تفاقم الوضع الإنساني هناك.
إن جلالةَ الملك ما زال يُسجل الموقف تلو الموقف عن قيمِ الثبات والشموخ والإصرار على الحق ليبقى الأردن عنوان الأنفةِ والمجد وليبقى في عينِ العالم أيقونة السلام العادل الذي يعتمدُ على الإقرار بقُدسية الإنسانية وحق الإنسان بالحياة الكريمة لنستذكر هنا عهد جلالة الملك لنا عندما استلّ سيف الحق وقال «عهدي لكم أن يبقى الأردن حُرًا عزيزًا كريمًا آمنًا» فوجب علينا ان نعي وندرك تداعيات الأوضاع الراهنة فنقف جميعا خلف جلالة الملك في مجابهة كل العقبات لتصبح المواطنة الصالحة عنوان المشهد الذي يجسد مدى اللحمة الوطنية والتماسك المجتمعي الضامن للمحافظة على الوطن ومصلحة المواطن وابعاد الصراع عن الساحة المحلية والخروج باقل الخسائر من الصراع الإقليمي والعالمي الذي أطاح بالقوي قبل الضعيف فالحق احق ان يُتبع فحب الوطن حق والمحافظة عليه حق وهنا سنرد على العهد بالعهد فعهد جلالة الملك لنا عظيم وعهدنا له ان نبقى الجند الاوفياء نبر بالقسم ونسوق القدم باتجاه المجد والعز والتطور والإصلاح.