مامسر، هو شخصية تربوية رياضية بارزة، وهو الوحيد الذي عملت معه بارتياح وفخر. جاء إلى وزارة الشباب في جوّ عاصف، لم يأمن أمين عام من وزير! ولم يأمن وزير من أمين عام! جاء في وسط الإعداد للدورة الرياضية العربية١٩٩٩. حاول أن يقنِع العرب جميعهم بالمشاركة!
رفض عقد الدورة من دون العراق، وبذل جهودًا كبيرة لتحييد موقف المعارضين ونجح في مسعاه، وعقِدت الدورة بنجاح بعد أن نظم كل شيء!
يذكَر عن الدكتور مامسر أنه شخصية واثقة رافضة؛ لأنه أكثر من استقال من أعمال، ووظائف:
* استقال من الجامعة الأردنية، ومن جامعة مؤته، ومن إدارة النادي،
* واستقال من أمين عام الوزارة!
* واستقال من الوزارة !
* لم يعرف الحلول الوسطى.
* حازمً في مواقفه وقراراته، ويمارس سلطته بحدود مسؤولياته من دون تجاوز، ويغادر إن لم يستطع!
استدعاني حين قدم إلى وزارة الشباب في أول ساعة وقال لي:
كل من زارني في البيت مهنئًا ليلة أمس نصحني بالتخلص من الأمين العام! وأنا أقول لك: أنا لا أخاف منك، أنت دكتور تربية، وأنا كذلك! أنا أعرف في الرياضة ما لا تعرف! ولذلك: إذا عملت معي بجد، فلن يحدث بيننا خلاف!!وإلّا…
باختصار ، كان الوزير الوحيد الذي عملت معه براحة وإنجاز! أقام علاقات عمل ودّية كانت مستحيلة بين
اللجنة الأولمبية التي كان يديرها المرحوم عصمت الكردي، وبين أمين عام الوزارة حيث كنت، وبين وزير الشباب حيث كان يرحمه الله! ولأول مرة عملت الوزارة بانسجام وإنجاز!
كتب الدكتور مامسر كتابًا عن أربعين يومًا قضاها في وزارة الشباب. كانت فترة بينية، توسطت إدارات السلطنة وإدارات السذاجة! بعده عاد الوزير يفتح جبهات دون كيشوتية مع الوزارة!
د. مامسر نموذج لوزير متفرد في أخلاقه، وأدائه وثقته بنفسه!
يرحمه الله.