مدار الساعة - تقبل كامالا هاريس رسميا الخميس تسمية الحزب الديموقراطي لها مرشحة للانتخابات الرئاسية في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر، مستندة إلى الأمل الذي أحيته في صفوف معسكرها وأن لا شيء مضمونا في وجه مرشح مثل دونالد ترامب.
تريد نائبة الرئيس البالغة من العمر 59 عاما مخاطبة الأميركيين عموما بعدما ضخّت الحياة في معسكرها، وفقا لمسؤول في فريق حملتها طلب عدم الكشف عن هويته.
وفي السياق، يقول الخبير السياسي لاري ساباتو "ثمة فرصة وحيدة لا تتكرر لترك انطباع أول جيد"، مضيفا "لقد رأى الناخبون أسلوب كامالا. وهم الآن بحاجة إلى برنامج كامالا".
ويأتي خطاب هاريس في ختام مؤتمر طغت عليه الحماسة واجتذب ملايين المشاهدين كلّ مساء، في وقت اعتلى فيه متحدثون بارزون المنصّة.
وستستغل المرشحة الديموقراطية هذا الجمهور لتقدّم نفسها إلى بلد لا يعرفها بالضرورة جيدا، بعدما أمضت حوالى أربع سنوات في منصب نائب الرئيس.
- طبقة متوسطة -
ومن المقرر أن تتطرّق هاريس المولودة لأب جامايكي وأم هندية، إلى طفولتها في أسرة من الطبقة المتوسطة والتزاماتها كمدّعية عامة سابقة في كاليفورنيا، بحسب المصدر ذاته.
وفي مواجهة منافسها الجمهوري الذي يقول إنه الوحيد القادر على وقف "تراجع" البلاد، تطرح هاريس رؤية متفائلة للغاية لوضع البلاد، وفقا لحملتها.
وفي السياق، منح موقع FiveThirtyEight الذي يجمع نتائج استطلاعات الرأي، الأربعاء تقدّما لهاريس بحوالى ثلاث نقاط على دونالد ترامب، في نوايا التصويت على المستوى الوطني.
لكن قبل 74 يوما من الاقتراع، قد لا يشكل هذا الفارق بأي حال من الأحوال ضمانة للفوز في الانتخابات التي ستُحسم في عدد من الولايات الرئيسية كما حصل في العامين 2016 و2020.
وقد تحدث الكثير من الأمور بحلول الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر. فخلال أربعة أسابيع مُربكة، شهدت الولايات المتحدة تخلّي رئيسها الحالي جو بايدن عن ترشيحه فيما تعرّض رئيسها السابق دونالد ترامب لمحاولة اغتيال.
- "انتخابات متقاربة" -
بالتالي، تُطرح الكثير من التساؤلات، منها ما يتعلّق بإمكانية تخلّي المرشح المستقل روبرت اف كينيدي جونيور عن ترشيحه وتأثير ذلك على المشهد الانتخابي، في حال أعلن دعمه للملياردير البالغ من العمر 78 عاما، الأمر الذي أشارت وسائل إعلام أميركية إلى أنه يستعد للقيام به.
وفي السياق، أكّد الرئيس السابق باراك أوباما أنه "بغضّ النظر عن الطاقة الكبيرة التي تمكنّا من توليدها في الأسابيع الأخيرة، ستكون هذه انتخابات متقاربة في بلد منقسم بشدّة".
وفي هذه المعركة، تعتزم هاريس تحدّي الحزب الجمهوري عبر قيمة مركزية في خطابه، ألا وهي الحرية وهي أيضا عنوان لأغنية بيونسيه التي أصبحت نشيد حملة نائبة الرئيس.
- "حرية" -
ويتعهّد الجمهوريون الدفاع عن الحرية الفردية في مواجهة حكومة متطفّلة تُراكِم الضرائب والأنظمة والقيود.
غير أنّ نائبة الرئيس تستخدم كلمة "حرية" للتعبير عن الحقوق والحماية التي تكفلها السلطات العامّة، بما في ذلك الحق في الإجهاض.
وفي هذا الإطار، قال المرشح الديموقراطي لمنصب نائب الرئيسة تيم والز الأربعاء "عندما يتحدث الجمهوريون عن الحرية، فهم يتحدثون عن حرية الحكومة في غزو عيادة طبيبك وحرية الشركات في تلويث هوائك ومياهك".
وأضاف حاكم مينيسوتا لدى قبوله رسميا ترشيح الحزب الديموقراطي "ولكن عندما نتحدث نحن الديموقراطيين عن الحرية، نتحدث عن الحرية في الحصول على حياة أفضل... وحرية أطفالنا في الذهاب إلى المدرسة من دون خوف من التعرّض للضرب في الرواق".
في المقابل، يقدّم الرئيس الجمهوري السابق منافسته على أنّها "يسارية مجنونة" تريد دفع الولايات المتحدة نحو "الشيوعية".
وسيتوجه ترامب الخميس إلى ولاية أريزونا المحاذية للمكسيك، والتي ستشكّل أرضية مناسبة للتطرّق إلى قضية يعتبرها مواتية له تتمثّل في الهجرة غير النظامية.
وكان ترامب انتقد الأربعاء عبر شبكته "تروث سوشيل" للتواصل الاجتماعي، "الرفيقة كامالا" التي اعتبر أنّها "أطلقت العنان في أميركا لآفة الجرائم والاغتصاب التي يرتكبها المهاجرون"، في اتهام لم تثبته إحصاءات الشرطة.
وندّد البيت الأبيض أيضا الخميس بتصريحات ترامب الذي وصف جوش شابيرو ب"الحاكم اليهودي" لولاية بنسلفانيا. وقال هيربي زيسكند المتحدث باسم إدارة بايدن-هاريس للصحافة "إنه وصف معاد للسامية وخطر ومهين التهجم على مواطن من خلال الإشارة إلى ديانته اليهودية بطريقة مهينة"، معتبرا أن الرئيس الجمهوري السابق ركّز على ديانة الحاكم الديموقراطي اليهودية واتهمه بأنه لا يفعل شيئا من أجل إسرائيل.