ان تعيش في «وطن مستقر» في مثل هذه الظروف المحيطة بنا وبوجود كل هذه المؤمرات التي تحاك ضدنا ما عرف وما لم يعرف منها، فلابد من ان تسأل نفسك سؤالا مهما، ويكمن في ما هي «الاسباب» التي تجعلنا دون غيرنا نعيش هذا الاستقرار سياسيا واقتصاديا وامنيا واجتماعيا؟ وكيف لنا ان نحافظ عليه؟.
هنا لابد من الاعتراف بانني قد سألت نفسي نفس السؤال، وكانت النتيجة ان هناك «خماسية» تسببت في كل هذا الاستقرار وهي (وعي وادراك المواطنين، والقيادة الحكيمة والثقة بها،ويقظة الاجهزة الامنية، وسرعة الاجراءات الحكومية وحصافتها وقوة القطاع الخاص الاردني) والاهم من كل هذا الانتماء لهذا الوطن وترابه حتى من المقيمين على ارضه من لاجئين وعاملين وزوار.
الجميع يعلم اننا منذ زمن يمارس علينا كل انواع الضغوط والابتزاز،غير انها ومنذ العدوان على غزة اخذت تشتد وتزداد وتيرتها بطريقة لم نشهدها من قبل من «اكاذيب وشائعات وحملات تشكيك بمواقفنا» يقودها الذباب الالكتروني ويساندهم الحاقدون والحاسدون والكارهون لاستقرارنا، ومع ذلك كان «الوعي والادراك» من قبل المواطنين والمقيمين لها بالمرصاد وهزمها ورد كيد الكائدين.
الاردنيون كانوا الاصدق قولا وفعلا وموقفا و«ثقة بقيادتهم الهاشمية» وحكمتها وما تبذله من جهود كبيرة لاجل وقف العدوان على غزة وايصال المساعدات لها بكل الطرق والامكانيات بقيادة «جلالة الملك عبدالله الثاني» فانحازوا للوطن واستقراره وامنه وبقائه صامدا امام هذه الامواج العاتية غير ملتفتين للشائعات ومروجيها من الداخل والخارج والتي انطلقت علينا من كل صوب واتجاه فكانت اعينهم على الوطن وقلوبهم مازالت في غزة.
وبالتزامن مع حالة الوعي اللا محدود من الاردنيين بما يحاك ضدهم وبما تبذله المملكة من جهود كبيرة لوقف العدوان على غزة كانت العيون الساهرة من الاجهزة الامنية بكل اصنافها ساهرة على امن الوطن ومواطنيها من كل حاقد وغاشم وممن يريدون بالوطن الشر،فكان ليقظتهم وقبضتهم الامنية سبيل في الوصول الى ما نحن فيه من استقرارنا وحدود الوطن من العابثين والمخربين والحاقدين ومحيكي المؤمرات ضدنا.
ولان الشأن الاقتصادي مهم جدا في ديمومة الاستقرار، نجحت الحكومة وبتوجيهات مباشرة من جلالة الملك ومتابعة حثيثة من قبل ولي العهد وبالشراكة مع القطاع الخاص ان تحافظ على الاستقرارين «المالي والنقدي» للمملكة، فكانت الشراكة مابين القطاعين قصة نجاح ابهرت العالم وساهمت في الابقاء على سيرورة الحياة وانسيابية البضائع ومواجهة التضخم والمحافظة على قوة الدينار ونمو المؤشرات الاقتصادية ورفع التصنيف الائتماني للمملكة.
خلاصة القول، الاردنيون قيادة وشعبا وحكومة وقطاعا خاصا نجحوا في تكوين حالة من الانسجام والشراكة والثقة والمحافظة على استقرارنا، رغم كل المحاولات الفاشلة التي اتبعها الحاقدون علينا لنزعة واثارة الفتن بيننا، فكان الجميع مسؤولا وحكيما ووطنيا في مواجهة التحديات والحفاظ على الاستقرار والوقوف الى جانب الاشقاء في فلسطين عامة، فهذه خماسية استقرارنا التي نفتخر بها ونباهي العالم بنموذجها الفريد.