لايجادل احد في الدور المركزي الاستراتيجي الذي تلعبه القوات المسلحة الأردنية في حياة الاردنيين، ولذلك ظلت هي والاحهزة الأمنية الاردنية تحتل اعلى درجات ثقة الاردنيين، في كل استطلاعات الرأي العام التي أجريت في بلدنا.
ولثقة الاردنيين بجيشهم اسباب كثيرة، من اولها انه ليس جيشا دمويا، بل ان دخوله على خط اي ازمة تعترض مسيرتنا الوطنية، تشعر الاردنيين بالطمأنينة، وبان الأزمة في طريقها الى الحل، ومن الأمثلة البارزة على هذه الحقيقة جائحة كورونا، وكيف ان تصدى قواتنا المسلحة المبكر لها جعل بلدنا من اول بلدان العالم التي انتصرت على هذه الجائحة، وباقل الخسائر الممكنة. ناهيك عن الدور الكبير الذي تقوم به قواتنا المسلحة في الرعاية الصحية للاردنيين، في الظروف العادية وبعيدا عن الأزمات والجوائح الصحية، حيث تنتشر عشرات المستشفيات والمراكز الصحية التابعة للقوات المسلحة، والتي تقدم يوميا الرعاية الصحية والعلاج لألاف الاردنيين.
سبب اخر لثقة الاردنيين بجيشهم، هو ان دور القوات المسلحة الاردنية يتجاوز الادوار التقليدية للجيوش في العالم، ذلك ان قواتنا المسلحة لعبت ومازالت تلعب ادوارا مركزية في التنمية الشاملة لبلدنا، ليس من خلال عدد العاملين فيها فحسب، ولا من خلال رفدها لسوق العمل بالكفاءات العالية في مختلف المهن والحقول من متقاعدي القوات المسلحة الاردنية ايضا، بل من خلال المساهمة المباشرة في التنمية الشاملة لبلدنا، وفي كل المجالات، فمن توطين البدو الرحل، الى فتح المدارس في الكثير من مناطق المملكة والتي تلقي فيها عشرات الآلاف من الاردنيين تعليمهم، الى بناء المستشفيات والمراكز الصحية التي تقدم الرعاية الصحية لنسبة عالية من الاردنيين، الى المساهمة في الكشف عن الكثير من الاثار التاريخية في بلدنا، يضاف الى ذلك دور قواتنا المسلحة في شق الطرق والكثير من المرافق التي تخدم التنمية المستدامة في بلدنا.
فاذا اضفنا الى ماتقدم كله دور اخر في غاية الاهمية تلعبه قواتنا المسلحة، يتمثل في انها مدرسة للانصهار الوطني، وخلق النسيج الاحتماعي الوطني، وبلورة الهوية الوطنية الاردنية. مما يعني جبهة داخلية متماسكة.فهذه كلها وغيرها اسباب لثقة الاردنيين في قواتهم المسلحة، وتنمنياتهم بان تظل قائمة بهذه الادوار، خاصة في هذه المرحلة من تاريخ بلدنا حيث تحيط بنا التهديدات، وتكثر محاولات اختراق جبهتنا الداخلية.