رغم ان الاحزاب في الاردن قديمة وحاضرة في كل المراحل بما فيها مرحلة الأحكام العرفية قبل عقود الا ان الانتخابات الحالية مختلفة بالنسبة للاحزاب القديمة والجديدة لانها انتخابات المرحلة الأولى من تطبيق التحديث السياسي اي تغيير آليات بناء مجالس النواب والحكومات لتكون من بوابة العمل الحزبي.
وكان متوقعا مع حصول الاحزاب على ٤١ مقعدا على الاقل في المجلس القادم ان يكون تعاملها مع الانتخابات تعاملا يزيد من النكهة السياسية للانتخابات وان نسمع من كل الاحزاب القديمة والجديدة من كل الألوان حديثا سياسيا واضحا وتعاملا مع القضايا التي تهم الاردنيين في داخلنا او قضايا الإقليم، ولا اتحدث هنا عن مواقف من القضايا التي لانختلف عليها مثل العدوان على غزة او القضية الفلسطينية او اي قضية لايحتاج المواطن لمن يتحدث اليه فيها باعتبارها من البديهيات،لكن يبدو ان الاحزاب بما فيها الاحزاب التي لها تاريخ سياسي تعاملت مع الانتخابات على انها تملك فيها » كوتا » وان المرشح على القائمة الحزبية ليس مطلوبا منه إلا ان يقدم نفسه لجمهور عشيرته او عائلته او منطقته الانتخابية متناسين انهم مرشحون للحصول على أصوات من كل مناطق الاردن ومن كل الاردنيين.
نأمل ان نرى خلال الايام القادمة محاولات جادة ملموسة من قوائم الاحزاب لتقديم نفسها على نطاق وطني عام وخطاب سياسي يحمل مواقف وفكرا سياسيا،وهنا لا نتحدث عن المواقف العامة التي لانختلف عليها بل عن المواقف التي تجعل لكل حزب نكهة فكرية وسياسية خاصة.
وحتى الاحزاب القديمة من يسار وقوميين واسلاميين كنا تنمتى ان تنجح في اقامة تحالف يعبر عن تيار وتشكيل قوائم غنية سياسيا وفكريا وتثير الدهشة الايجابية سياسيا مع التقدير للأشخاص.
المطلوب من كل احزابنا ان تتعب نفسها وتبذل جهداً اكبر في صياغة حضور سياسي وفكري لها،وان تخرج من كل اشكال الدعاية التقليدية والتكرار لما كان منذ عشرات السنين من استعمال للقماش والصور وغيرها من الأدوات التي لم تكن يوما قادرة على تعريف الناس بالأشخاص فكيف تعرف بالفكر والسياسة.
مازال يفصلنا عن يوم الاقتراع اكثر من اسبوعين نتمنى فيها ان نشهد ارتفاعا لمنسوب المضمون السياسي الذي يجعل الاردني قادرا على التفريق بين حزب واخر...