بالمقابل، كان هناك تقارير ذات صدقية تقول إن الجيش الإسرائيلي أخبر المستوى السياسي ان مهام أعماله في غزة قد انتهت، وانه لا يوجد شيء أكثر يمكن تحقيقه، وهذا معناه عدم الإقرار أو التسليم بالأهداف المعلنة للحرب وهي القضاء على حماس وقيادة حماس، فحماس متغلغلة في غزة لدرجة أن القضاء عليها لا يمكن أن يتم بسهولة، ناهيك أن البحث عن قيادات حماس تماما كمن يبحث عن إبرة في جبل من القش.
وما يعزز هذه القناعة التقارير الأخرى التي تقول إن ثمة قبولا دوليا وإسرائيليا متناميا بأن الحل بعودة السلطة الفلسطينية لحكم غزة، وهذا من شأنه أن يخلق حالة من الردع ويمنح الفلسطينيين الفرصة لحكم انفسهم بذاتهم، وان على السلطة حينها أن تجد طريقة لتمثيل حماس إما من خلال انتخابات، أو القبول بدور ميداني لهم تحت حكم السلطة، وهذا ما يبدو قد قبلته بعض القيادات في حماس التي اشارت لذلك صراحة بالإعلام، رغبة في إنهاء الحرب من جهة، وان قبول السلطة أفضل من الاستمرار بالأوضاع على ما هي عليه من جهة أخرى، ناهيك عن أن حماس في ظل السلطة سوف تبقى موجودة ميدانيا ولن تستطيع السلطة انهاء وجودها.
الأمل يحذو الجميع أن تتوقف الحرب، وسيل الدماء والتنكيل بالشعب الفلسطيني، وان تعود الامور لمستوى يستطيع فيه الفلسطينيون في غزة العيش ضمن حدود حقوق الإنسان التي منحها الله لهم ونصت عليها الشرعة الدولية. لكن الأهم من كل ذلك، ان يكون العالم وإسرائيل قد تعلموا أن الأمن والاستقرار لن يتحققا إلا إذا نال الشعب الفلسطيني حقوقه، وان ما حدث في 7 أكتوبر يمكن بالفعل أن يحدث من جديد وربما بنسخ مبتكرة أكثر لأن الأسباب ما تزال قائمة، والظلم ما يزال موجودا.
الحل العميق والإستراتيجي الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، وخلق جيرة طيبة مسالمة معه، وتوقيع معاهدات سلام مع مؤسساته الشرعية، فبغير ذلك ستبقى دوامة العنف مستمرة.