التوجيهات والمتابعات الحثيثة التي لم تتوقف من قبل جلالة الملك وولي العهد للحكومة لأجل الاسراع بتنفيذ مشروع «الناقل الوطني"والبدء فيه دون ابطاء، نابعة من اهمية هذا المشروع في توفير المياه للاردنيين حاليا وللاجيال القادمة، فما مدى اهمية المشروع استراتيجيا؟ وماذا سيوفر من المياه حال تنفيذه؟.
المملكة وحسب التصنيفات العالمية تعتبر من افقر الدول في العالم بالمياه، وتعاني شحا كبيرا جراء تزايد اعداد السكان بشكل كبير جراء عمليات اللجوء واعبائها، ولهذا انطلقت فكرة اقامة مشروع"الناقل الوطني» خاصة بضوء التوقعات التي تشير لصعوبة توفير المياه بالكميات التي تسد احتياجات المملكة خلال السنوات المقبلة لارتفاع اعداد السكان والتغيرات المناخية في المنطقة والعالم التي لا تتوقف.
جلالة الملك وولي العهد ولادراكهما اهمية اقامة مثل هذا المشروع عقدا العديد من الاجتماعات التوجيهية مع الحكومة والمعنيين لحثهم على الاسراع وتوفير التمويل اللازم لاقامته، بالاضافة الى كثير من المشاريع التي تهدف الى توفير مصادر اخرى من المياه ووفق الامكانيات المتاحة، وكما ان جلالة الملك وخلال لقاءاته مع الجهات المانحة وقادة العالم قام بعرض المشروع عليهم لمساعدتنا على اتمامه نظرا للحاجة الماسة له بضوء ارتفاع اعباء استضافة اللاجئين على الاردن.
بالامس ونتيجة للتوجيهات الملكية المستمرة اعلن رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة عن اتخاذ قرار من قبل لجنة الشراء الخاصة باعتبار المناقص «ميريديام سويز» كمناقص مفضل بعد أن حقق العرض المحدث متطلبات التأهيل الفني المالي واجتاز الحد الأدنى للعلامة الفنية المطلوبة،بخطوة تعتبر مهمة في طريق تنفيذ هذا المشروع وتقطع مسافة كبيرة امام ما تبقى لتنفيذه في مراحل اخرى.
الاردن يعتبر ثاني افقر دولة بالعالم بحصة الفرد من المياه إذ تبلغ حصة الفرد 100 – 130 مترا سنويا بينما حصة الفرد بالعالم تصل الى 7500 متر مكعب كما ان حاجتنا من المياه «3 ملايين متر» مكعب يوميا، وكما تشير الارقام الى العجز الاجمالي في المياه في المملكة يتجاوز 450 مليون متر مكعب سنويا، وهذا ما نأمل في تعويضه من خلال مشروع الناقل الوطني المتوقع ان يضخ اكثر من 300 مليون متر مكعب سنويا.
خلاصة القول، ان الاردن قد بدأ ورغم كل الظروف المحيطة بتنفيذ اهم المشاريع القومية بعد ان حظي بثقة الكثير من الائتلافات الاستثمارية، ويؤكد على اننا ماضون في تنفيذ بقية المشاريع دون توقف او تعطيل او تباطؤ وحسب رؤية التحديث الاقتصادية التي رسمت لنا خارطة طريق لعشر سنوات لكل شيء يساهم في توفير حياة كريمة للاردنيين وبرعاية واشراف ملكي لا يتوقف.