مدار الساعة - سامي الحربي - على اطراف قضاء الأزرق، حيث تتناغم السماء مع الأرض، تتربع صحراء الضاحك، واحدة من أهم ثلاث صحاري بيضاء في العالم التي تتميز بلونها الأبيض الفريد وليلها المضيء. عشقها البدو منذ الأزل فكانت دفأهم في الشتاء وسلامهم في الصيف.
اليوم، يتحول هذا الكنز الطبيعي إلى رمز للتهميش والإهمال، حيث تتعطل المشاريع التنموية في المنطقة، مما يثير غضب واستياء سكان الأزرق.
فوسط الأفق الممتد في منطقة الهزيم التابعة إداريًا للأزرق، تكمن صحراء الضاحك، وهي ليست مجرد مساحة من الرمال البيضاء، بل هي قطعة فريدة من الطبيعة تحمل في طياتها إمكانيات سياحية ضخمة.
اهلي البدو الذين عاشوا هنا عبر الأجيال يرون في هذه الصحراء ملاذًا يجمع بين الدفء في الشتاء والسلام في الصيف، فهي تراث يمتزج بضحكات الصخور البيضاء تحت سماء الليل المضيئة.
تُعد صحراء الضاحك واحدة من أهم ثلاث صحاري بيضاء في العالم، إلى جانب الصحراء البيضاء في مصر والصحراء الكبرى البيضاء في منغوليا. كل واحدة من هذه الصحاري تتميز بجمالها الفريد وتاريخها العريق، وتعد وجهات سياحية عالمية تجذب آلاف الزوار سنويًا. إلا أن صحراء الضاحك، رغم جمالها وتاريخها، لم تلقَ نصيبها من الاهتمام والاستثمار.
ورغم ما تحمله هذه المنطقة من جمال طبيعي وثروات مخبأة، فإن الفقر واللامساواة في توزيع مكتسبات التنمية يحكم قبضته على أهل الأزرق.
القصة بناء مخيم سياحي في قلب هذه الصحراء استمر بناؤه لثلاث سنوات وكلف آلاف الدنانير، إلا أن الحلم سرعان ما تحطم على صخرة البيروقراطية والإهمال، حيث أُطفئ النور عن هذا المشروع بحجج واهية لا تسمن ولا تغني من جوع.
رجالات الأزرق، الذين طالما طالبوا بالاستجابة لنداءاتهم لإيجاد مشاريع تنموية في منطقتهم، يجدون أنفسهم اليوم أمام معضلة أكبر، حيث تعطلت المشاريع من قبل المسؤولين الذين كان من المفترض أن يكونوا عونًا لهم. يتساءلون، كيف يمكن أن تُعطّل المشاريع التي يفترض بها أن تعزز السياحة وتساهم في تحسين حياتهم؟
تبقى صحراء الضاحك، بجمالها وسحرها، شاهدًا على التحديات التي تواجه منطقة الأزرق. فبينما تشرق الشمس على هذه الرمال البيضاء كل صباح، يظل أمل سكان الأزرق بأن يأتي يوم تُشرق فيه مشاريع التنمية الحقيقية في منطقتهم، لتنير دربهم نحو مستقبل أفضل.
