أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة أحزاب وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الديمقراطيون بين 1968 و2024: الوجوه تختلف والظروف تتشابه

مدار الساعة,أخبار عربية ودولية,قطاع غزة,حركة حماس
مدار الساعة ـ
حجم الخط
مدار الساعة - عقد الحزب الديمقراطي الأميركي مؤتمره الوطني العام في شيكاغو وسط ظروف سياسية مضطربة، واختار مرشحا للانتخابات غير الرئيس الحالي، مترافقا مع غضب لدى الأميركيين حيال حرب تدور رحاها خارج أراضيهم، وحال من الاحتجاج والعنف... كان ذلك عام 1968، لكن ظروف مؤتمر 2024 الأسبوع المقبل، ستكون أشبه بنسخة طبق الأصل.
يعقد الحزب مؤتمر 2024 الذي سيرشح رسميا نائبة الرئيس كامالا هاريس للانتخابات الرئاسية، في ظروف بالغة التشابه الى حد يصعب تصديقه، مع مؤتمر 1968 الذي يبقى إحدى المحطات الفارقة في التاريخ السياسي الأميركي.
أول أوجه الشبه هي مكان الانعقاد: شيكاغو، ثالث كبرى مدن الولايات المتحدة من حيث عدد السكان.
بعدها، يأتي المرشح: هذا العام، قلب الرئيس جو بايدن الحملة الديموقراطية رأسا على عقب بانسحابه من السباق الى البيت الأبيض. مثله فعل ليندون جونسون في 1968، وإن لأسباب مختلفة.
وفي الحالتين، مضى الحزب نحو تسمية نائب الرئيس مرشحا بديلا للانتخابات.
يجمع بين المؤتمرين أيضا صدى طبول الحرب: في أواخر الستينات، أثّرت الاحتجاجات المناهضة لحرب فيتنام بشكل كبير على الانتخابات الرئاسية. وفي 2024، يجد الديموقراطيون أنفسهم في مواجهة معارضة واسعة لسياسة إدارة بايدن-هاريس في دعم إسرائيل خلال الحرب ضد حركة حماس في قطاع غزة.
طغت الاحتجاجات الشعبية وقمعها من الشرطة على مؤتمر 1968. وهذه السنة، يتوقع أن تستقطب شيكاغو آلاف المحتجين بينهم العديد من المؤيدين للفلسطينيين، تزامنا مع المؤتمر.
وبينما اصطلح على اعتبار 1968 "العام الذي غيّر الولايات المتحدة" لما شهده من اغتيالات وأعمال شغب وفوضى، ستكون انتخابات 2024 التي تتواجه فيها هاريس والجمهوري دونالد ترامب، الأهم في حياة ملايين الأميركيين.
لم تنته لائحة أوجه الشبه بعد: فوكالة الفضاء الأميركية "ناسا" تدرس إرسال مهمة الى القمر، التوترات العرقية تعود الى الواجهة، وثمة مرشح الى الانتخابات اسمه روبرت إف. كينيدي.
يقول أستاذ التاريخ في جامعة كنساس ديفيد فاربر إن الظروف التي تربط بين المؤتمرين "ليست توائم، لكنها صدى".
ويلفت مؤلف كتاب "شيكاغو 68" الى أن اختيار المدينة ذاتها مضيفة للمؤتمر، قد تكون وسيلة الديموقراطيين للتخلص من رواسب الماضي.
ويوضح لوكالة فرانس برس "اعتقدت أن طيف 68 مضى فعلا. لكن اندلعت الاحتجاجات في الجامعات على الوضع بين إسرائيل وغزة... لقد تسرّعت. لم يتم التخلص من شبح الماضي بعد".
الشرطة مستعدة
يدرك مفوض الشرطة لاري سنيلينغ تاريخ شيكاغو والمؤتمر، ويسعى الى طمأنة المتخوفين من تكرار سيناريو 1968.
وقال أمام منتدى الإثنين "نحن مستعدون"، مضيفا "لديكم الحق بالاحتجاج... لكننا لن نسمح للناس بأن يأتوا الى هنا ويدمّروا المدينة".
على رغم ذلك، يشير فاربر الى أن احتمال حصول اضطرابات يثير قلق فريق هاريس، موضحا "أنا على ثقة بأن كل من له علاقة بالحملة يحبس أنفاسه حاليا".
سار كل شيء في 1968 على عكس المخطط له: فاجأ جونسون الأميركيين بإعلانه الانسحاب من السباق في آذار/مارس. وبعد أيام من ذلك، اغتيل رمز حركة الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ.
عمّ الاضطراب عددا من المدن بما فيها شيكاغو، وأحال العديد من أنحائها الى خراب. وفي حزيران/يونيو، اغتيل روبرت إف. كينيدي، أحد أبرز المرشحين الديموقراطيين المحتملين، بعد مناسبة انتخابية في مدينة لوس أنجليس.
أثناء تغطية فرانس برس من شيكاغو قبل انطلاق المؤتمر العام في 26 آب/أغسطس 1968، كان الحزب الديموقراطي يبدو "منقسما أكثر من أي وقت مضى".
بعد منافسة حادة بين المعارض للحرب يوجين ماكارثي ونائب جونسون هيوبرت همفري، نال الأخير ترشيح الحزب الى الانتخابات الرئاسية، قبل أن يخسر في مواجهة الجمهوري ريتشارد نيكسون.
خارج مقر المؤتمر الديموقراطي في الستينات، أحرق شبان بطاقات الاستدعاء الى الجيش، وردد محتجون هتافات "العالم كله يراقب".
وهذه السنة، سيعقد المؤتمر بعدما تجمّع الآلاف في العديد من الجامعات المرموقة ورفعوا شعارات داعمة للفلسطينيين ومناهضة للحرب في غزة.
مبالغة؟
لكن على رغم أوجه الشبه الكثيرة، يرى محللون أن المقارنة بين المؤتمرين في 1964 و2024 هو أمر مبالغ فيه.
ويعتبر المؤرخ فرانك كوش أن ما يجمع بين المؤتمرين "أقرب الى تناقضات".
ويوضح مؤلف كتاب "باتلغراوند شيكاغو" عن مؤتمر 1968 أن الأخير عقد "بعد اغتيالات سياسية وأعمال شغب على أساس عرقي امتدت لسنتين كاملتين قبل موعده"، وترافق مع "انتفاضة جيل على الحرب" الأميركية في فيتنام.
وشدد على أنه "لا يوجد اليوم ما يمكن مقارنته به بطريقة ملائمة".
وفي حين شهد مؤتمر 1968 فوضى وإشكالات وانقسامات حادة، يعقد الحزب مؤتمره هذه السنة موحدا خلف هاريس التي نالت دعم الغالبية العظمى من المندوبين والشخصيات الأساسية بعد انسحاب بايدن.
ويشير فاربر الى أن اتساع اعتماد نظام الانتخابات التمهيدية في الأحزاب خلال السبعينات، أفقد المؤتمرات الوطنية العامة رونقها الى حد كبير.
ويوضح "هي تكتسي أهمية كبيرة فقط في حال حدوث خطأ ما... وهذا، على ما أعتقد، ما يثير قلق الديموقراطيين في الوقت الراهن".
مدار الساعة ـ