أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية الموقف شكوى مستثمر شهادة مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

نواف


عبدالهادي راجي المجالي
abdelhadi18@yahoo.com

نواف

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
أنا ونواف العجارمة من نفس الجيل، وقد درسنا سويا في الجامعة الأردنية وتخرجنا سويا...لم يسجل في تاريخ نواف أنه تغيب عن محاضرة، وأنا لم يسجل في تاريخي أني وصلت للمحاضرة في موعدها..هو كان يأتي مثقلا بالكتب والدفاتر وأنا كنت أحضر (مصيف) لا كتاب ولا دفتر سوى علبة السجائر والولاعه فقط.
كنت دوما (أعج) الصوت في ممرات الكلية: (نواااف).. للإسم هيبة ووقار..حين تلفظه تتذكر حبيب الزيودي في قصيدة: (والبارحة وانا بطريق معان عرضت يم البدو تعريض..والشيب ما روضك يا فلان..)..سمرة نواف وملامحه (العجرمية) ووجه الجميل الذي يشبه تضاريس البلد، ويشبه الحب الذي يندلع على خجل من الأسوار..يجعل الاسم يليق به، تخيلوا مثلا لو غيرنا اسم نواف وأطلقنا عليه (داني)...؟
أنا أكملت البكالوريس (دفش) ونواف ظل متعلقا بالجامعة الأردنية، لم يترك بواباتها حتى أنهى الدكتوراة بتفوق...ووصل لمرتبة أمين عام وزارة التربية والتعليم بقوى الدفع الذاتي، وبما يمتلك من وعي وخبرة..وبما أضاف من لمسات على التطوير والتحديث في الوزارة، ظل متمسكا بالأبحاث والدراسة..لم يترك مؤتمرا، ولا كتابا في تحديث المناهج..ولا ورقة عمل إلا وخزنها في عقله.
وكلما زرته في مكتبه، نعود للثلاثين عاما التي مضت من عمرنا، ونتذكر حين كنا (أغرارا) في مرتبات الجامعة الأردنية، نعود للعشق الذي اندلع على حواف المكتبة..وللمسيرات التي كنا نشارك فيها ولا نعرف غايتها،ولمطعم الجامعة والوجبة الساخنة الشهية، وللبنت التي تأخرت عن محاضرتها فوبخها الدكتور..وانتصرنا لها، منذ أن خلقنا ونحن نؤمن أن احترام الجدائل يشبه احترام السطور في كتب الأدب العربي، ونؤمن أن الرموش الأردنية أجمل من عناوين كل قصائد أحمد شوقي.
نواف كان الأفضل في جيلنا، وقدم الخلق العجرمي كما يجب، والأهم من كل ذلك أنه قدم بصمة في وزارة التربية، جعلته يحظى بتقدير الجميع...أنا لا أكتب عن مسؤول في الدولة، بقدر ما أكتب عن رفيق وأخ...أعرفه منذ أكثر من (30) عاما والذي تغير هو أنه بقي على خط العمر مثابرا ووطنيا..ونحن احترفنا الجنون.
نواف...هوية، لا تتغير ولا تتبدل.....ولا تمحى، ولا تستعار.
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ