انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات برلمانيات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

لماذا لا تعلن روسيا... 'الحرب' على أوكرانيا؟


محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo

لماذا لا تعلن روسيا... 'الحرب' على أوكرانيا؟

محمد خروب
محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ نشر في 2024/08/15 الساعة 00:53
قد يبدو السؤال مُفاجئاً للبعض, وباعثاً على التساؤل لدى البعض الآخر, إن لجهة التوقيت أم خصوصاً لجهة «توصيف» ما حدث ش2022, حتى ما قبل التوغّل الأوكراني «المُفاجئ والخطير» في مقاطعة كورسك الروسية/ الجنوبية, منذ أسبوع مضى وما يزال مُستمراً حتى الآن.
سيكون مُفيداً والحال هذه, التذكير بأن موسكو أطلقتْ على ما بدأته «عسكرياً» في 24 شباط 2022, اسم «العملية العسكرية الخاصة", ما عنى أنها لم تُعلِن «حرباً» شاملة على كييف, بل جرَّدتْ حملة عسكرية بأهداف مُحدّدة, تنتهي/ العملية بمجرد تحقيق تلك الأهداف, سواء عبر مفاوضات مباشرة أم بتحقيق إنتصار ميداني.
لكن مناسبة السؤال الذي فرض نفسه هذه الأيام بقوة, ان أراضٍ روسية جرى إحتلالها لأول مرة منذ إنتهاء الحرب العالمية الثانية, ناهيك عن استخدام «قوات النُخبة» الأوكرانية أسلحة حلف الناتو في توغلها في مقاطعة كورسك, الأمر الذي أثار حفيظة وغضب الكرملين, فهدد بعواقب وخيمة لهذا الضوء الأخضر, الذي منحه الناتو لأوكرانيا (إقرأ ضوءاً أخضرَ أميركياً).
ثمة فارق كبير بين عملية «عسكرية خاصة", وإعلان «حرب شاملة", قانونياً وعسكرياً ومُشاركة أطراف حليفة لهذا الطرف أو ذاك, والإحتمالات المفتوحة لتوسّعها, وربما الإنزلاق إلى ما هو أسوأ. بل إن «تاتيانا أنطونوفا»، كتبتْ مقالة في صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس"قبل ثلاثة أيام/نشرها موقع RT"» الروسي بالعربيّة. حول «عواقب» إعلان روسيا الحرب على أوكرانيا, ناقلة عن المُحلل السياسي الروسي/مارات بشيروف قوله: إن الإعلان «الرسمي» للحرب على أوكرانيا, ليس مفيداً لروسيا, مُعتبراً/بشيروف موقف موسكو تجاه هجوم القوات الأوكرانية على المناطق الحدودية بمقاطعة كورسك بأنه «مُنضبِط». رغم توقع النائب الأوكراني/يوري غونشارينكو, أن «يُعلِن الكرملين الحرب على أوكرانيا"؛ في الوقت الذي إقترح فيه السيناتور الروسيّ: ديمتري روغوزين, تصنيف الهجوم على مقاطعة كورسك كـَ"غزو» بكل ما يستلزِم ذلك.
وإذ سألتْ » تاتيانا أنطونوفا»... بشيروف: عن «العواقب السياسية", لأن هناك «دعوات» لإعلان الحرب رسمياً على كييف؟. فقد جاءت إجابة بشيروف لافتة ومهمة عندما قال: يحتاجُ (مَن يدعو إلى ذلك) إلى الهدوء واحترام الإلتزامات الدولية, التي تعهّدنا بها في إطار الأمم المتحدة. كان من الممكن ـ أضافَ بشيروف–إعلان الحرب من زمن طويل. لكن الحرب تنطوي على عواقب مُعينة من وجهة نظر المعاهدات الدولية. ولهذا السبب ـ تابعّ ـ تم اختراع هذا الشكل القانوني, مثل «العملية العسكرية الخاصة». هذه الصيغة ـ واصلَ ـ لا تُلزمنا بالإجابة عن أسئلة التي لا تُناسبنا. خاتماً ـ بشيروف ــ إجابته على نحو أكثر وضوحاً, في المشهد الدولي الراهن قائلاً: بشكل عام، كل ما يتعلق بقواعد الحرب، واستخدام القوات بالوكالة، وإعلان الأهداف.. كل هذا في المستقبل يتطلب «مُراجعة القواعد». يجري ـ إستطردَ ـ نَسخُ معايير القتال بالوكالة في جميع أنحاء العالم. مُواصلاً: (القواعد القديمة للحرب عفا عليها الزمن. لا الولايات المتحدة ولا إيران ولا نحن نلتزِم بها).
صحيح أن ما جرى ويجرى الآن في مقاطعة كورسك, المُلاصقة للحدود مع أوكرانيا, قد إثار غضباً عارماً في روسيا, شعبياً وإعلامياً بل وبرلمانيا أيضاً, كما طالت الإنتقادات اللاذعة الكرملين وقيادات عسكرية وإستخبارية. هذا ما يمكن تلمّسه مما كتبته ـ على سبيل المثال–يلينا بانينا/ السياسية الروسية وعضو البرلمان الإتحادي, في مقالة لها على قناتها في «تيليغرام» يوم 10 آب/الجاري, تحت عنوان: (أزمة كورسك العملياتية: يجب العمل على معالجة الأخطاء فوراً). جاء فيها: مع تواصل غزو القوات الأوكرانية لمقاطعة كورسك، أصبح السؤال «عن كيفية حدوث ذلك؟» يطرحه الآن, كل مَن يُحلل سير وآفاق الحرب بجدية، محاولاً تحديد مهام روسيا المستقبلية في هذه الحرب، و"ليس اللعب على الأحاسيس الرخيصة». إن العمل–أضافتْ وفق ترجمة د. زياد الزبيدي ـ على تصحيح الأخطاء في الجيش, يتم فوراً في أعقاب المعارك، وهذا لا يمكن تأجيله. لأن الأخطاء، «إذا لم يتم منعها على الفور، سوف تتكرّر في المعركة القادمة».
ثم راحت تُعدد بعض هذه الأخطاء وتُعلق عليها بغضب واضح, لافتة الانتباه في «قصة اختراق الجبهة بالقرب من كورسك».. الى ما يلي:
1. مشكلة الاحتياطيات.
2. مشكلة التجاوب مع التقارير الاستخبارية.
3. مشاكل الدفاع المدني.
4. الاتصالات والحرب الإلكترونية والابتكارات الأخرى.
5. مشكلة عدم وجود أسلحة ثقيلة لدى قوات حرس الحدود.
6. مشكلة الدعم المعلوماتي.
ثم خلصت إلى نتيجة مفادها: في الواقع، ما حدث منذ أيام ولوعلى نطاق صغير، مُشابه لما حدث في 22/حزيران/1941 بالقرب من كورسك أثناء الحرب العالمية الثانية. إن عدم القول بأن هذا يستفزِ الناتو لاتخاذ إجراءات أكثر عدوانية ضد روسيا, يعني التقليل من شأن العدو. مشيرة إلى أن (استراتيجية حلف الناتو تتلخص في «وضع روسيا دائماً على حافة الهاوية", أي الاختيار بين محطة كورسك النووية ومحطة زابوروجيا، بين كورسك وزابوروجيا، بين خاركوف وكوبان. وأي اختيار سوف يُؤدي دائماً إلى موقف أسوأ). ختمت يالينا بانينا.
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ نشر في 2024/08/15 الساعة 00:53