بدأ بائع الأوهام والخبير في فن المراوغة والكذب, وزير الخارجية الأميركية/ أنتوني بلينكن, من دولة العدو الصهيوني, بما هي شريكة بلاده في حرب الإبادة والتجويع والتهجير والتدمير, ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.. جولة جديدة في المنطقة, هي «العاشرة» لتل أبيب, والتاسعة (التي «تكلّلت» جميعها بالفشل الذريع), لبعض العواصم العربية. في توقيت لافت ومقصود, خاصة بعد أن «أنهى» البنتاغون حشد الأساطيل, من حاملات طائرات وبوارج وغوّاصات نووية, وأسراب مهولة من أصناف الطائرات «الشبحِية», فائقة القدرة على المناورة بصواريخها التي لا تُخطئ, من طراز F- 22، ناهيك عن الطرازات الأخرى وعلى رأسها F -35.
لم يأت بلينكن (الذي هاتفَ وزير الحرب الصهيوني/غالانت قبل ذلك, مؤكداً له «التزام الولايات المتحدة الراسخ بأمن إسرائيل») وحده, بل هبطَ «أميركيون» غيره, من أمثال «الوسيط» عاموس هوكشتين المستشار «النفطي»/أو وفق التسمية الأميركية مستشار بايدن الأول لـ«شؤون الطاقة». وهو لمن لا يعرِف «بعض» سيرته, يحمل الجنسية الإسرائيلية, وخدمَ كمقاتل في جيش النازية الصهيونية, و«فجأة» رأيناه في البيت الأبيض ضمن فريق بايدن الضخم.. من يهود وصهاينة. حيث لم تقتصر مُهمته على «ترسيم الحدود البحرية», بين لبنان والكيان الفاشي, بل هو يقوم بدور حامل رسائل التهديد والوعيد «الإسرائيلية» للبنان, ومفادها أن تل أبيب ستعيد لبنان إلى «العصر الحجري», إذا ضُرِبتْ تل أبيب أو حيفا أو قواعد عسكرية, ما بالك لو إستُهدِفَ المدنيون الصهاينة؟.
الأمر لم يتوقف عند بلينكن وهوكشتين, بل بل سبقتهما «زيارتان» إلى تل أبيب (في أقل من أسبوع) قام بهما الجنرال مايكل كوريلا/ قائد القيادة المركزية في الجيش الأميركي «CENTCOM», لتنسيق غرفة العمليات المشتركة مع الجيش النازي الصهيوني, بعد سلسلة اتصالات يومية بين وزير الدفاع الأميركي/ أوستن, ونظيره مُجرم الحرب/ غالانت.
هل قلنا غالانت؟.
نعم.. إذ يبدو أن هذا الجنرال الدموي, بات «حِصان الرِهان» لدى إدارة بايدن الآفلة, حيث تَجري الإتصالات «الأميركية» معه, وليس مع نتنياهو أو أقرب مساعديه مثل الوزير/ رون ديرمر, الموصوف بأنه «خزانة أسرار» نتنياهو. زد على ذلك أن غالانت «بقّ البَحصة» أول من أمس, عندما هاجمَ نتنياهو شخصياً, ليس فقط بقوله إن الحديث عن «نصر نهائي لا يعدو كونه ثرثرة وهراء», بل أيضاً عندما «حمّلَ إسرائيل مسؤولية إفشال صفقة الرهائن», ما أثار حفيظة وغضب نتنياهو, الذي إتهم غالانت بأنه «يخدِم العدو», (تُهمة ترقى إلى «الخيانة العظمى»). وكان على غالانت - أضافَ مكتب نتنياهو - أن ينتقِدَ «السِنوار», الذي يُعطِّل صفقة الرهائن وليس إسرائيل, كما زعمَ نتنياهو.
لم تقِف عملية التضليل الأميركية إلى منتهاها بعد, إذ سارعَ الرئيس الأميركي إلى مهاتفة رهط من حلفائه الأوروبيين المنافقين, في بريطانيا, ألمانيا, فرنسا وإيطاليا, مُستصدِراً منهم بياناً يفيض نِفاقاً وتزويراً وقلباً للحقائق, خاصة في عدم تحميلهم الكيان الفاشي الصهيوني, مسؤولية توتير الأجواء في المنطقة وإيصالها حافة الهاوية. إذ «دعوا» (إقرأ » أنذَروا»), في بيانهم «الخماسي»: «إيران إلى التراجُع عن تهديداتها المُتواصلة, بشن هجوم عسكري على إسرائيل، مُضيفين أنهم بحثوا «العواقب الخطيرة على الأمن الإقليمي, حال تنفيذ هجوم من هذا النوع». مُتجاهلين عن قصد وإصرار ما قام مُجرمو تل أبيب, بإغتيالهم الشهيد إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية/طهران, وقبله بساعات معدودات إغتيال المسؤول العسكري البارز في حزب الله اللبناني/فؤاد شُكر. دون إهمال ما دأبَ مُتحدّث مجلس الأمن القومي الأميركي/جون كيربي الترويج له والتلويح به, عندما قال بفظاظة وصَلف: «لا نُريد بوضوح أن نرى إسرائيل, مُضطرة إلى الدفاع عن نفسها ضد هجوم آخر, كما فعلت في نيسان الماضي». لكن - تابعَ كيربي - إذا كانوا سَيتعرضون لذلك، فسنُواصِل «مُساعدتهم في الدفاع عن أنفسهم». وهو نفسه/كيربي الذي ثرثرَ بالقول: إن الإدارة الأميركية «مُتشَبِثة» بمفاوضات الخميس (يوم غدٍ), في محاولة لـِ«سَدِّ الثغرات ضمن اتفاق وقف إطلاق النار, وإطلاق سراح الرهائن في غزة»، مُضيفاً في ما يُشبه التهديدً أن «على قادة حماس أن يشاركوا في محادثات الخميس».
فهل ثمَّة أمل من تَحرّك أميركي مشبوه ومتواطؤ كهذا, خاصة أن إتفاقاً كان قد أُنجِزَ قبل ذلك, بل مدعوماً بقرار من مجلس الأمن الدولي/حمل الرقم 2735. والأكثر أهمية أن مجرم الحرب نتنياهو ما يزال حتى اللحظة, يرفض وقف النار بـ«شهادة» مُعلَنة من وزير حربه المُلطخة يداه بدماء الفلسطينيين/غالانت؟.
هل تلتئِم مفاوضات الدوحة يوم غدٍ/الخميس؟.
الإنتظار لن يطول, وهو مُرتبط بتطورات الساعات الـ» 24» الوشيكة.
** استدراك:
رأى المُحلل السياسي/ عميت سيغل في «القناة 12» الصهيونية، أن «العلاقة المتدهورة بين نتنياهو وغالانت, تُشكِل خطراً على أمن إسرائيل، خاصة عشية التاسع من آب/ صادف يوم أمس/ الثلاثاء (ذكرى خراب الهيكل المزعوم, وفق التقويم العبري), وترقُّب ضربة خارجية». مشيراً/عميت سيغل, إلى أن غالانت يرى أن «نتنياهو يقوم بتضليل الجمهور»، فيما نتنياهو يرى أن (غالانت «جاسوس أميركي»).