أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات وفيات جامعات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

عربيات يكتب: اليوم التالي لحكم غزة


محمد عربيات

عربيات يكتب: اليوم التالي لحكم غزة

مدار الساعة ـ
عشرة شهور مضت ولا زالت حرب الابادة الجماعية التي تقوم بها قوات العدو الصهيوني ضد اهلنا بغزة رمز العزة، عدا عن عمليات القتل بمناطق السلطة الفلسطينية ويقترب عدد الشهداء لاربعين الف شهيد عدا الاف الجرحى، وتشير الارقام إلى ان ما نسبته 70 % من ضحايا حرب الابادة الجماعية هم من الاطفال والنساء وكبار السن، اذا لم تكن النسبة اكثر من ذلك، ومن خلال ما يتم بثه بالقنوات الفضائية حتى اصبح قطاع غزة شبه مدمر بالكامل، فلم تسلم المستشفيات ودور العبادة والمدارس والبنية التحتية من التدمير، عدا عن استمرار الحصار ومنع ادخال الاحتياجات الاساسية لاستمرار الحياة الانسانية ،ومهما حاولنا ان نصف ما يجري بغزة فهذا نزر يسير مما هو على ارض الواقع .
فخلال الشهور التي مضت وما يشهده العالم من احتجاجات شعبية، فلم نر اي تاثير على الساسة بدول الغرب التي تدعي زورا وبهتانا احترامها لحقوق الانسان، وانها ضد استعمال العنف وشن الحروب لفض النزاعات بين الدول ،فكل هذه المزاعم حول حقوق الانسان صغيرا وكبيرا، سقطت سقوطا مدويا من خلال استمرار دعم العدو الصهيوني بالمال والسلاح، والضغط على المنابر الدولية لمنع اي اجراء بحق هذا الكيان، بالرغم من ان اي قرار دولي سيضاف الى ما سبقه من قرارات لم ولن تنفذ .
الحديث عن مواقف الاتظمة العربية التي تباكت وتتباكى لاجل حل القضية الفلسطينية، وانها مع الحل العادل واقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، هذا ايضا لم يكن بعيدا عن مواقف دول اخرى، اكتفت بارسال مساعدات لا تدخل الا بعد تفتيشها وفحصها للتحقق من عدم وجود مواد يمكن استخدامها لغايات حربية، وهذا يذكرنا بنفس طريقة عمل المفتشين الدوليين اثناء الحصار الذي كان مفروض على العراق .
اننا على يقين تام لو كان موقف الانظمة العربية في مواجهة هذا العدوان بشكل مختلف، لما تجرأت قوات الصهاينة من اطلاق ولو رصاصة واحدة تجاه غزة او اي مدينة من مدن فلسطين المحتلة، ولكن تصريحات قادة الصهاينة تؤكد وتكشف حقيقة المواقف.
كثير من هذه الانظمة التي لا زالت تصر على ان حل القضية الفلسطينية ، يمكن الوصول له من خلال التطبيع مع الكيان الصهيوني، وان كثيرا من هذه الانظمة تخشى من تحقيق المقاومة الفلسطينية لاهدافها بهذه الحرب المستعرة ،لانه اذا حققت المقاومة اهدافها فان الكثير من الامور ستختلف بالمنطقة وسيكون طوفان في مواجهة هذه الانظمة المتعطشة لتصفية القضية الفلسطينية وباي ثمن وباي شكل لتخلق شراكة مع هذا الكيان وتحت سيطرته.
لهذا يدور الحديث حول اجتثاث المقاومة الفلسطينية وعدم تمكينها من العودة لوضع ما قبل 8 تشرين اول 2023، وهذا يذكرنا بما فعلته امريكا بالعراق وتشريع قانون اجتثاث حزب البعث، ولتنفيذ هذا الامر بغزة يدور الحديث عن تشكيل قوة عربية يتم ادخالها لغزة للسيطرة عليها، ولا يستبعد ان يكون هناك تنسيق امني مع الاحتلال الصهيوني على غرار تنسيق السلطة الفلسطينية، لمنع اي شكل من اشكال التواجد المسلح، والذي من شانه تهديد الكيان الصهيوني ولم نسمع اي نفي من دول تم طرح اسمها لتشارك بهذه القوة، وتنصيب شخصية فلسطينية معروفة، بالرغم من تصريحات صدرت برفض هكذا مقترح وان امر حكم وادارة غزة هو شان فلسطيني خالص.
حرب الابادة مستمرة ومخازن السلاح لم تغلق والصمت المطبق على المجازر اليومية، وردود الافعال لا تتعدى تصريحات تذهب هباءا منثورا، وحديث عن صفقة تحفظ وجه ماء قادة الكيان الصهيوني، ليحققوا ما ارادوه من شروط لترتيب اطلاق سراح الاسرى، وادارة قطاع غزة وفق رؤية صهيونية امريكية، مع تواطؤ انظمة لا زالت صامتة صمت القبور ، هذا الصمت الذي تبرره بالحرص على عدم التصعيد والعمل على تهدئة الامور والعودة لطاولة المفاوضات لوضع حل للقضية الفلسطينية والذي ان حصل فلن يصل الى اكثر ما حصل باتفاقية اوسلو السيئة الصيت .
ولكن ما نشاهده من فيديوهات تبثها المقاومة الفلسطينية في مواجهة قوات العدو الصهيوني ، يظهر قوتها وقدرتها على التصدي لهذا العدو المجرم ، وبالرغم من شلال الدم الذي لم يتوقف ، فباذن الله لن يحقق العدو الصهيوني احلامه ومن معه من الخونة والعملاء الداعمين لاجرامه، وستحقق المقاومة الفلسطينية النصر باذن الله مصداقا لقوله تعالى بسورة ال عمران الاية (111) إِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ . صدق الله العظيم
مدار الساعة ـ