كان عنوان مقالي المنشور بتاريخ 2024/4/16 (ماذا لو فرضت علينا الحرب؟). وهاهي الاحداث المتسارعة في المنطقة تفرض شبح الحرب عليها بقوة، وهي عينها الأحداث التي يدرك خطورتها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، مما دفع جلالته الى التحذير من خطورة توسيع دائرة الصراع في المنطقة، ومن ثم تراس جلالته لاجتماع مجلس الامن القومي الذي يعقد لأول مرة،بهدف مناقشة التطورات الإقليمية الراهنة والتصعيد في المنطقة.وهي التطورات التي ادت الى سلسلة اتصالات مكوكية بين عمان طهران، بعضها عقد على هامش الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي الذي عقد لبحث التطورات في المنطقة.
في كل هذه التحركات الأردنية كانت الرسالة واضحة، وهي عدم السماح باستخدام اجوائنا وارضنا كساحة حرب من قبل اي طرف. لكن هذا كله لايشكل ضمانة كافية لمنع زجنا في حرب واسعة قد تشهدها المنطقة، ودفعنا لكي نكون طرفا فيها للدفاع عن سيادتنا، فلم يعد خافيا ان نتياهو وحكومته المتطرفة يسعيان لتوسيع دائرة الحرب، ليس فقط للخروج من مأزقه الشخصي، وهو المازق الذي اتسع بعد اغتيال اسماعيل هنية في طهران بالتزامن مع اغتيال الرحل الثاني في حزب الله، في الضاحية الجنوبية لبيروت المعقل الرئيسي لحزب الله، ومن ثم انتخاب يحي السنوار رئيسا لحركة حماس، بالاضافة الى سعي نتياهو لإطالة عمر حكومة اليمين المتطرف، ومن ثم تحقيق اهدافها، ومنها تهجير الفلسطينين من الضفة الغربية الى الأردن، وهو التهجير الذي اعتبره الاردن على لسان مسؤولين فيه بمثابة اعلان حرب.
لكل ماتقدم اعلاه ولغيرة نعيد طرح السؤال ماذا لو فرضت علينا الحرب؟
اليس الاصل ان نكون جاهزين لكل السيناريوهات والاحتمالات، واول ذلك ان تكون جبهتنا الداخلية على قلب رجل واحد، قادرة على حماية ظهر قواتنا المسلحة واجهزتنا الأمنية، سلاحها الوعي؟ .
اليس الاصل ان تكون لدينا المرافق المناسبة لحالات الطوارئ ومنه الحروب؟ فهل لدينا ملاجئ يلجأ إليها الناس اذا وقع الخطر، بدلا من الصعود الى اسطح المباني (للفرجة) على مصادر الخطر كما حدث أكثر من مرة؟ .
وهل نظامنا الصحي قادر على التعامل مع هكذا احتمالات خاصة لناحية سيارات الإسعاف وعمليات الاسعافات الأولية؟
عودة الى الوعي واهمية التسلح به، فهل لدينا خطاب اعلامي وثقافي قادر على المساهمة في بناء وعي المواطنين؟ وهو سؤال يستدعي مراجعة منظومتنا الاعلامية والثقافية كاملة.
وما دمنا نتحدث عن جبهتنا الداخلية وضرورة ان تكون على يد رجل واحد، فلابد من ان نطرح تساؤلا عن مدى خلوها من خلايا نائمة سواء كانت هذه الخلايا مرتبطة بعصابات تهريب المخدرات والأسلحة، ومن يختبئ خلفها من اصحاب الاجندات السياسية والمذهبية؟. وضرورة ان يجري تطهير مجتمعنا من هذه الخلايا، وتحصينه ضد مقولاتها وبضاعتها.
كل هذه الأسئلة وغيرها تنتج عن السؤال المركزي: ماذا لو فرضت علينا الحرب لأننا جزء من منطقة ستظل تعيش على شفير الحرب مادامت حقوق الشعب العربي الفلسطيني المشروعة مسلوبة.