مدار الساعة - قال العين الدكتور يعقوب ناصر الدين رئيس المجلس المركزي لحزب الميثاق الوطني بكلمته أن (الأفق السياسي ) الذي يندرج ضمن مفهوم الثقافة السياسية يعد عنصرا مهما وفاعلا في خلق بيئة سياسية مناسبة لتجربتنا الديمقراطية ، أو لما وصفه جلالة الملك عبدالله الثاني في ورقته النقاشية الخامسة ( بالربيع الأردني الخاص بنا ) ممهدا لذلك بتلخيص دقيق لطبيعة التحديات الإقليمية غير المسبوقة التي تحيط بالأردن .
واكد ناصر الدين بالوقت نفسه على قوة ومنعة الأردن في مواجهة التحديات ، عن طريق مواصلة عملية الإصلاح السياسي التي تتيح فرصة إشراك جميع فئات المجتمع في العملية السياسية وتمكينها من المساهمة في صنع القرار.
وأضاف ناصر الدين ان الاردن يعيش اليوم مرحلة ( تحقيق أفق سياسي ) وضع جلالة الملك رؤيته قبل عشر سنوات بالتمام والكمال ، ضمن الورقة النقاشية الملكية لتعكس ما نحن فيه الآن .
واشار بكلمته بافتتاح الحفل السنوي الثاني لمنتدى الخطاب الثقافي بالمركز الثقافي الملكي الى سلسلة من الأوراق سبقة الورقة الخامسة أوجز فيها جلالته رؤية إصلاحية تقوم على الترسيخ المتدرج لنهج الحكومات البرلمانية ، تحت مظلة الملكية الدستورية ، بمشاركة شعبية فاعلة أي ( المواطنة الفاعلة ).
واوضح العين ناصر الدين أن تعبير أفق وآفاق هو إلى حد بعيد مصطلح يناسب واقعنا الأردني يستخدمه جلالة الملك كمفهوم يمكن من خلاله الخروج من المحددات أو الانغلاقات أو المساحات الضيقة إلى آفاق رحبة تتجاوز الواقع المحاصر إلى الفضاء الرحب بالاعتماد على عناصر القوة الظاهرة أو الخفية ، ومنا الإرادة والعزيمة والثقة بالنفس ومعرفة عناصر القوة والضعف ، والتحديات والفرص ، والمحافظة على المنظومة القيمية مثل الوطنية الصادقة والتسامح والعدالة وسيادة القانون ، ومكافحة الفساد وغيرها من العناصر التي تنعكس ايجابا على المجتمع والدولة ،وعلى مكانتها الإقليمية والدولية .
واكد العين ناصر الدين أن جلالة الملك يستخدم هذا المصطلح وبقوة عندما يتحدث عن الواقع الراهن في هذه المنطقة قبل وبعد يوم السابع من أكتوبر الماضي وحرب الإبادة على قطاع غزة ، وتصاعد العدوان على الضفة الغربية وعمليات التهويد والاستيطان، وتوسع دائرة الصراع الإقليمي والدولي فينادي بايجاد أفق سياسي حقيقي لحل هذا الصراع من خلال منح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة على أرضه بعاصمتها القدس الشريف ، أي بضرورة عدم الرضوخ للأمر الواقع ، والخروج من هذا المأزق بفرض إرادة الشرعية الدولية ، وإلا فإن ما يمكن تحقيقه الآن سيصبح من الصعب الوصول إليه فيما بعد.
، واعتبر أن جلالة الملك يطلق مفهوم الأفق باعتباره الخط الواصل بين أرض الواقع والبعد الذي يمكن أن يراه القائد الاستراتيجي وهو يقود معركته الحاسمة ، أو يقدم نصحه للآخرين .
واشار ناصر الدين الى ان الورقة النقاشية الخامسة ، وخاصة ما تحدث عنه جلالة الملك بشأن الدور المنوط بالأحزاب السياسية مقتبسا من اقوال جلالة الملك "إنه يتعين عليها الاستمرار في تطوير نظمها الداخلية بحيث تتطور إلى أحزاب برامجية ذات كفاءة وتأثير وحضور على مستوى الوطن، قادرة على الفوز بأغلبية أصوات الناخبين . كما عليها أن تولي جلّ عنايتها أيضاً لتأهيل قيادات كفؤة وقادرة على تولي المناصب الحكومية وصولا إلى تطبيق متقدم للحكومات البرلمانية".
وبين ناصر الدين انه لمدة عشر سنوات بين هذا النص من ورقة رسمت خارطة طريق لسلطات ومؤسسات الدولة وبين ما تحقق منذ تشكيل اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية قبل عامين وما أعقبها من صدور قانون الأحزاب وقانون الانتخاب ، وتوجهات لتمكين المرأة والشباب ، وتعديلات دستورية ، لنجد أنفسنا اليوم على أبواب استحقاق دستوري يوم العاشر من شهر سبتمبر المقبل لانتخاب مجلس نيابي جديد ، تتنافس من أجله الأحزاب الوطنية البرامجية على واحد وأربعين مقعدا من أصل المقاعد المئة وثمانية وثلاثين ، في خطوة تليها خطوات تتضاعف فيها تلك المقاعد وصولا إلى أغلبية قادرة على تشكيل حكومات برلمانية ، فهل هناك أبلغ من هذه الصورة لفهم نقطة البداية لأفق يتحقق ، وآفاق ستتحقق ؟
وقال إن من أهم ما يمكن استخلاصه من مجمل تجربة الأردن الحزبية القديمة والحديثة هو أننا طوينا صفحة الأيدلوجيات التي تجاوزها الزمن ، والتي لم تقدم لنا نموذجا ناجحنا في أي مرحلة من مراحل الحياة السياسية ، بل أحدثت نواعا من الصدام السياسي سواء على مستوى الأحزاب نفسها ، أو على مستوى المجتمع والدولة ، وفتحنا صحفة العمل الحزبي القائم على برنامج واضح ومدروس يعتمد على الحقائق والأرقام والبيانات وفهم وتحديد المشكلات ، واقتراح الحلول القابلة للتنفيذ بحيث يعمل الحزب بعقلية ( حكومة الظل ) من خلال ممثليه في البرلمان ، ويعبر عن مواقفه ورؤيته ومشروعه الوطني في جميع المجالس المنتخبة .
وكان رئيس المنتدى الدكتور جميل جبرائيل ابو احميد عرض ابرز انشطة المنتدى واعماله باتجاه عقد العديد من اللقاءات الحوارية بمختلف الشؤون المحلية والدولية.
وحضر الحفل العديد من ممثلين الفعليات السياسية والثقافية والمجتمعية.