في مشهد بالغ التعقيد وإستعدادات إسرائيلية على كل الجبهات وإستعراض للقوة الأميركية في المنطقة والإقليم أدركت إيران المعادلة ، وأن تهديدها بضرب إسرائيل سيواجه برد أميركي غير مسبوق ، مما شكل تحدياً للنظام الحاكم في طهران لا بل تحدياً وجودياً لإستمرارية هذا النظام الذي تلقى العديد من الرسائل العالمية التي تدعوا إيران بعدم إشعال الأوضاع في المنطقة والتراجع عن تلويح بالهجوم المباشر من أراضيها ، قد تكون هذه الوقائع هي جعلت من تهديدات حزب الله لإسرائيل بأن إيران ستكون عامل إسناد للمقاومة وهذا شكل فيما بدا من خلال خطاب زعيم حزب الله بأن إيران قد تكون تراجعت عن توجيه أي ضربة لإسرائيل والتي كانت ستاتي في سياق الانتقام لإنتهاك السيادة الإيرانية من خلال إستشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنيه في مقر إقامته في العاصمة طهران ،
إلا أن المواقف العالمية الضاغطة والإقليمية ومنها الأردن أدت إلى هذا التراجع فيما لو تركت الأمر للأذرع الإيرانية في المنطقة التي أيضا قد تتعرض إلى رد اميركي مباشر فيما لو تعرضت إسرائيل لأي هجوم وخاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية قامت بعسكرة البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط هذه العسكرة الأميركية للمنطقة وإرسالها احدث الاساطيل وحاملات الطائرات ومن ظمنها أحدث الطائرات الهجومية الأميركية f22 تحمل دلالات الردع لإيران وأذرعها ودعماً لإسرائيل التي أفشل رئيسها نتنياهو وقطبي حكومته بنغفير وزير الأمن القومي الإسرائيلي ووزير ماليته سموترتش كافة الهدن والصفقات التي قد تفضي لوقف إطلاق النار في قطاع غزه ، وتحذير رئيس أركانها بأن إسرائيل تمتلك القدرة لضرب كافة الأهداف في منطقة الشرق الأوسط وقوله فوق الأرض وتحت الأرض وهذه إشارة للمفاعلات الإيرانية ويبدوا أن إيران اخذت في حسبانها هذه التهديدات على محمل الجد وهذا قد يكون أحد أسباب التراجع عن توجيه الضربة لإسرائيل ،
في المقابل في ظل هذا الدعم الامحدود لإسرائيل من قبل الغرب والولايات المتحدة الأمريكية فقد هددت إسرائيل بتوجيه ضربات إستباقية لإيران وحلفائها في المنطقه وقد يكون دافعاً للإيرانيين بالتفكير بسياسة العصا والجزرة ف إيران تبحث عن دور إقليمي في المنطقة من خلال الأذرع الإيرانية وقد تكون ما تريده من الجزرة هو أيضا رفع العقوبات الإقتصادية المفروضة عليها وخاصة بعد بلوغها العتبة النووية ومحاولاتها العمل على إيجاد الذراع الأقوى لها في الأردن ولكن الأردن يدرك حقيقة هذا التهديد وعمل على إجهاضه ، وتصرح الخارجية الأردنية والأركان العسكرية الأردنية بأن الأردن لن يكون ساحة للصراع للإسرائيليين والإيرانيين ، وهذا دفع إيران إلى التوجه إلى الذراع العراقي والحوثي واللبناني والساحة السورية للتعامل مع إسرائيل لأنها على ما يبدوا أصبحت تعلم بماهية الرد الأميركي الذي من الواضح أن المصالح الأميركية تتطلب بقاء المنطقة والعدوان على قطاع غزه كما هي عليه كجزء من صراع المصالح مع روسيا والصين مما قد يفضي ذلك الى لجم إيران عن الرد المباشر على إسرائيل مقابل تحقيق الأهداف الإيرانية