مدار الساعة - أكد وزير الداخلية سمير المبيضين ان التحقيقات لا زالت قائمة مع أعضاء الخلية الإرهابية، الذين تم القبض عليهم خلال العملية الأمنية الأخيرة في مدينة السلط ، للوقوف على كافة التفاصيل والمعلومات حول هذه الخلية.
وقال الوزير ان التحقيقات الأولية أشارت إلى ان أعضاء الخلية ليسوا تنظيما وإنما يحملون ويؤيدون الفكر الإرهابي لتنظيم داعش الإرهابي، مضيفا انهم جميعاً أردنيو الجنسية، وليسوا عائدين من سوريا كما أشيع.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده وزير الداخلية سمير مبيضين ، ووزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة جمانة غنيمات، والمدير العام لقوات الدرك اللواء الركن حسين محمد الحواتمه، ومدير الأمن العام اللواء فاضل الحمود، اليوم الاثنين، في المديرية العامة لقوات الدرك، للحديث عن تفاصيل العملية الأمنية.
وأضاف الوزير مبيضين ان التحقيقات الأمنية كشفت أن الخلية الإرهابية كانت تخطط لتنفيذ سلسلة عمليات إرهابية تستهدف نقاطا أمنية وتجمعات شعبية في مناطق مختلفة من المملكة.
وتابع الوزير ان "التحقيقات مع أحد الموقوفين في العملية كشفت كذلك عن عبوات ناسفة تحوي مواد مختلفة شديدة الانفجار تم زرعها تحت الأرض في مدينة السلط، تم العثور عليها من قبل الأجهزة الأمنية والعمل على تفجيرها في مكانها من قبل الأجهزة المختصة".
واكد وزير الداخلية انه تم تفجير العبوة الناسفة في مركبة الدرك يوم الجمعة في الفحيص عبر (الريموت كنترول).
وأشار الوزير إلى ان القوات المسلحة والأجهزة الأمنية تعاملت مع ملف الخلية بمهنية وحرفية عالية وتنسيق سريع، واستطاعوا خلال وقت قياسي الوصول إلى خيوط الجريمة من لحظة وقوع حادثة الاعتداء على مركبة الدرك واستشهاد دركي وإصابة 6 من أفراد طاقم الدورية المشتركة من الدرك والأمن، معبرا عن الشكر والتقدير للقوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية والمخابرات العامة على تعاونهم وتنسيقهم، والذي أدى إلى نجاح العملية الأمنية في دحر الخلية الإرهابية.
وبين ان جمع المعلومات الاستخبارية تم في وقت قياسي، وخلال 12 ساعة تم تحديد موقع الخلية واتخاذ القرار بالمداهمة من قبل القوة الأمنية المشتركة.
وأوضح الوزير ان القوة وبعد وصولها للموقع طلبت من الإرهابيين تسليم انفسهم، إلا أنهم رفضوا النداء وبادروا بإطلاق نار كثيف باتجاه القوة، ومن ثم تفجير المبنى الذي تحصنوا داخله.
وتابع: نتج عن العملية استشهاد الرائد معاذ الحويطات والعريف هشام العقاربة والجندي محمد بني ياسين والعريف محمد الهياجنة ،وإصابة 10 من أفراد القوة الأمنية المشتركة.
كما أكد مقتل 3 من الإرهابيين واعتقال 5 آخرين، وإصابة عدد من المواطنين.
وقال وزير الداخلية ان هؤلاء الشهداء ليسوا أول الشهداء ولا آخرهم وان الأردن صاحب رسالة ومحاربة الإرهاب جزء من استراتيجية الدولة الأردنية وعقيدة الدولة فلا عودة عن محاربة الإرهاب ومكافحته.
وأضاف "ما جرى لن يزيد الأردن إلا قوة ومنعة، ولا يزيد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الا إصرارا على محاربة الإرهاب"، مؤكدا ان الأردن قوي بقيادته وشعبه.
وعبر الوزير عن الشكر والتقدير لكل الأردنيين على وقوفهم صفا واحدا خلف القيادة الهاشمية والأجهزة العسكرية والأمنية، والذي يتجسد دائما في المواقف والتحديات التي تواجه الأردن، كما عبر عن شكره لجهاز الدفاع المدني الذي كان على أهبة الاستعداد وقدم دورا مهما في إخلاء وفيات وإصابات القوة الأمنية بسرعة كبيرة.
بدوره، تناول مدير عام قوات الدرك اللواء الركن حسين الحواتمه الجانب العملياتي للعملية الأمنية وتعاملها مع الخلية الإرهابية من تفجير مركبة الدرك لحين الانتهاء من العملية في مدينة السلط.
وقال ان العملية الأمنية بدأت في تمام الساعة الخامسة مساء في منطقة نقب الدبور في السلط ، بعد جمع المعلومات الاستخبارية من قبل الأجهزة المختصة حول تحديد مكان العمارة التي تحصن فيها الإرهابيون.
وأكد الحواتمه ان عامل الوقت شكل ضغطا كبيرا على القوة الأمنية في تنفيذ المداهمة بأسرع وقت ممكن بعد ان تأكد ان الخلية الإرهابية ستقوم بعمليات إرهابية اخرى في مناطق أخرى، مما استدعى التعامل معها بأسرع وقت ممكن لوقف مخططاتها الإرهابية مهما كان الثمن والتضحيات.
وقال ان العملية الأمنية في التعامل مع الإرهابيين ركزت بشكل مباشر على إخلاء المدنيين من العمارة اولا ومن ثم التعامل مع الخلية الإرهابية.
وأضاف انه تم وفق الخطة إخلاء المدنيين، وبعد ذلك واجهت القوة الأمنية المشتركة إطلاق نار كثيف من قبل الإرهابيين، ومن ثم تفجير المنزل الذي انهار جزء منه، مؤكدا ان خطة الإرهابيين كانت تفجير المبنى وايقاع وفيات وإصابات بين الأجهزة الأمنية اثناء دخولها العمارة.
وتابع مدير الدرك :"وصلت التعزيزات في الخامسة والنصف للقيام بعملية المداهمة، حيث استمرت القوة الأمنية بتطويق المبنى فيما تولت فرق الدفاع المدني إخلاء الوفيات والإصابات".
وأكد ان الأجهزة الأمنية قادرة على حماية الأردن وصون أمنه واستقراره وحماية الأردنيين، مضيفا "ان عقيدة القوات المسلحة والأجهزة ان تكون الإصابات بيننا وليس بين المدنيين، وهو ما تم تطبيقه فعلا في ارض العملية الأمنية".
وتناول الحواتمه حادثة تفجير مركبة الدرك في الفحيص ووفاة دركي خلالها وإصابة 6 من الأجهزة الأمنية وكيفية التعامل مع الحادثة من مختلف جوانبها وبخاصة الجانب الاعلامي.
وعبر عن شكر الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة على تعاون المواطنين في السلط مع القوة الأمنية المشتركة.
وقال ان الخلية الإرهابية التي تم التعامل معها نشأت حديثا، واتبعت الفكر التكفيري لداعش حديثا أيضا.
من جانبه، قال مدير الأمن العام اللواء فاضل الحمود ان العملية الأمنية تمت بتنسيق عال بين كافة الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة منذ وقوع حادثة تفجير مركبة الدرك في الفحيص.
وقال انه تم توزيع الأدوار بين كافة الأجهزة حيث تولت أجهزة الأمن العام اقامة طوق امني خارجي لمنطقة العملية في نقب الدبور، وإغلاق الطرق لضمان سهولة وصول سيارات الإسعاف للموقع للقيام بواجبها.
وأكد ان الأجهزة الأمنية قوية وقادرة على حماية الأردن والأردنيين، مشيدا بالتنسيق الإعلامي بين الأجهزة الأمنية ووزير الدولة لشؤون الإعلام، ووسائل الإعلام حول أحداث العملية الأمنية.
وتابع "ان الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة لن تتوانى في الدفاع عن الأردن والأردنيين، وان هذه الكوكبة من شهداء الواجب، تؤكد انها ستظل على الدوام مدافعة عن الوطن وحفظ أمنه واستقراره".