مدار الساعة - كشف السفير الأردني في موسكو أمجد عودة العضايلة، اليوم الاثنين، عن مفاوضات تجرى لتأجيل اللجنة الوزارية المشتركة الأردنية – الروسية حتى بداية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل بدلا من بداية سبتمبر/ أيلول، على خلفية مساعي رامية لتنظيم منتدى مجلس رجال الأعمال الأردني الروسي، وذلك في حوار خاص لوكالة سبوتنيك جاء نصه كالتالي.
سبوتنيك: من المنتظر بداية شهر سبتمبر القادم انعقاد اللجنة الحكومية الأردنية الروسية المشتركة، فما هو المنتظر من انعقاد اللجنة في إطار تطوير العلاقات بين البلدين؟
وتجدر الإشارة إلى أن اجتماعات اللجنة الحكومية المشتركة ستكون مهمة جدا، حيث سيترأس هذ اللجنة من الجانب الأردني، معالي وزيرة التخطيط والتعاون الدولي الدكتورة "ماري قعوار" ومن الجانب الروسي معالي وزير الزراعة السيد "ديميتري باتروشيف"، وسيتشكل الوفد الأردني من ممثلين وأمناء عامين لعدد من الوزارات مثل وزارة النقل ووزارة الصناعة والتجارة والتموين ووزارة الزراعة ووزارة الطاقة ووزارة السياحة، وسيقابلون نظرائهم الروس، نحن نعول كثيرا على موضوع منتدى مجلس رجال الأعمال الاردني — الروسي، ونسعى إلى أن ينبثق عنه رؤية لآلية التعاون بين الجانبين؛ الروسي والأردني، سواء على الصعيد الثنائي أو على صعيد إعادة إعمار وبناء المنطقة. وروسيا ستلعب دورا مهما في إعادة إعمار سوريا، ونأمل أن يكون للأردن، بحكم العلاقة القوية والمتميزة التي تربطنا مع روسيا، دورا كبيرا في هذا المجال.
سبوتنيك: إذن التأجيل المتوقع لانعقاد اللجنة هو بسبب تنظيم ملتقى رجال الأعمال؟
نعم، وزارة التخطيط والتعاون الدولي الأردنية طلبت مزيد من الوقت لتنظيم ملتقى مجلس رجال الأعمال الأردني — الروسي على هامش اجتماعات اللجنة ولإعطاء هذه الاجتماعات مزيد من الاهتمام والزخم.
سبوتنيك: لو تحدثنا عن معيقات تواجه الأردن في موضوع المشاركة في إعادة إعمار سوريا، ما هي أبرزها؟
نأمل أن لا يكون هنالك اَي معيقات، سوريا بلد شقيق وجار، ومستقبل هذا البلد والحفاظ على وحدة أراضيه وإعادة بناء ما دمر من المدن مصلحة أردنية وأمر يهم الأردن مثلما يهم سوريا.
سبوتنيك: حجم التبادل التجاري بين الأردن وروسيا دون المأمول، ما هي الإجراءات التي يتخذها الجانبان لرفع حجم التبادل التجاري بين البلدين؟
وهناك جانب آخر مهم جدا في العلاقة الاقتصادية ما بين البلدين، وهي السياحة، نحن نعول كثيرا على السياحة الروسية، وبشكل خاص السياحة الدينية، أعداد السياح الروس خلال السنة الماضية، تضاعف، سواء لمدينة العقبة أو إلى الأماكن السياحية الأخرى في الأردن وهذا مؤشر جيد، وقد تبرع حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم "حفظه الله" بقطعة أرض في موقع "المغطس" موقع عماد السيد المسيح ، لبناء "البيت الروسي" الذي تم افتتاحه خلال زيارة فخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الأردن عام 2012.
وهناك خطوات إيجابية تعمل عليها وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة الأردنية، لجذب المزيد من السياح الروس، ووضع الأردن على خارطة الحج المسيحي، وقد لمست خلال لقاءاتي مع مسؤولين ومواطنين روس حجم الاهتمام لديهم بزيارة الأماكن الدينية المسيحية وبشكل خاص موقع عماد السيد المسيح "المغطس". وستناقش مسألة زيادة الأفواج السياحية الروسية خلال اجتماعات اللجنة الحكومية الوزارية المشتركة المقبلة بشكل أوسع وآفاق التعاون في هذا الإطار. وقد وجه جلالة الملك الدعوة لقداسة بطريرك الكنسية الروسية الأرثوذكسية كيريل الأول لزيارة الأردن الذي رحب بها وسيتم تنظيمها في المستقبل القريب وسيكون لها دور مهم في ترسيخ موقع "المغطس" كأحد اهم المواقع المقدسة لدى المسيحين.
سبوتنيك: هل ثمة معيقات تواجه مسألة استيراد الأردن القمح من روسيا؟
تعتبر روسيا من أكبر الدول المصدرة للقمح في العالم، كما أن محاصيل القمح الروسية تعتبر ذا جودة عالية، إلا أن مسألة الاستيراد في اعتقادي أنها تخضع للسوق. الأردن بلد منفتح في موضوع استيراد البضائع والمحاصيل الزراعية والتي من ضمنها الحبوب، وكلها تخضع لمعايير العرض والطلب، والأسعار، والسوق الروسي كما علمت من الأصدقاء الروس مفتوح أمام الأردن وإذا كان هنالك أفضلية في الأسعار فلا مانع من الاستيراد وهذا الأمر بحث سابقا لكن تبقى المسالة لأسعار السوق.
سبوتنيك: العلاقات الأردنية الروسية، لم تكن سابقا مثل اليوم، فما هو أفق العلاقات بين البلدين في قادم الأيام؟
الأردن تربطه علاقات قوية وراسخة جدا مع الولايات المتحدة، وأيضا لديه علاقات قوية ومتميزة مع روسيا، ونحافظ من خلال هذه العلاقة على التوازن الذي يربطنا سواء مع الولايات المتحدة أو مع روسيا، على أساس يحفظ مصالحنا الوطنية ومصالحنا المشتركة مع روسيا والولايات المتحدة فهما دولتان عظمتان ودورهما مهم لحفظ أمن واستقرار الأمن الإقليمي والدولي.
سبوتنيك: كيف يرى الأردن دور روسيا في كل من القضية السورية والفلسطينية؟
دور روسيا بالنسبة للقضية الفلسطينية، دور تاريخي وحيوي ومهم، روسيا تدعم قرارات الشرعية الدولية بالنسبة للقضية الفلسطينية وتدعم قيام دولة فلسطينية، مستقلة على الأرض الفلسطينية ووفق حل الدولتين، روسيا شريك في الرباعية الدولية من أجل عملية السلام، ومازالت تلعب دورا حيويا في هذا المجال، روسيا ترفض كل القرارات أحادية الجانب، التي تؤثر على مستقبل القضية الفلسطينية وعلى حقوق الشعب الفلسطيني، الأردن يقدر لروسيا دورها الداعم للقضية الفلسطينية، الداعم للسلام والاستقرار، والرافض لكل القرارات أحادية الجانب والقرارات التي تتخذها إسرائيل، سواء الاستيطان أو القرارات التي تمس الوضع النهائي بالنسبة للقضية الفلسطينية.
سبوتنيك: وبما يخص الأزمة السورية؟
لا شك أن روسيا لعبت دورا مهما وحيويا في المسألة السورية، روسيا ساهمت في إرساء الأمن في سوريا، من خلال تدخلها ومن خلال محاربة تنظيمي داعش والنصرة الإرهابيين نحن كأردن ننظر إلى هذين التنظيمين كتنظيمات إرهابية ونحن جزء من التحالف الدولي لمحاربة الاٍرهاب، لقد جرى بين الأردن وروسيا تعاون بناء في إيجاد منطقة خفض التصعيد جنوب سوريا ونقدر لروسيا دورها في هذا المجال حيث ساهمت هذه المنطقة إلى حد بعيد في خفض التوتر وحفظ الأمن وحقن دماء السوريين والآن تمت عملية مصالحات في هذه المنطقة وبسط الجيش السوري سيطرته على منطق درعا والحدود مع الأردن، و كما تعلمين هناك نقطة اتصال بين الأردن وروسيا والولايات المتحدة، موجودة في العاصمة عمّان، وكان يتم من خلالها التنسيق للحفاظ على أمن مناطق خفض التصعيد وعلى المنطقة المحاذية للحدود الأردنية أيضا وبهذا التعاون والتنسيق تمكنا من حماية المدنيين السوريين إلى حد ما.
سبوتنيك: هل من المتاح في الأيام القادمة أن يكون هناك دور لروسيا في القضية الفلسطينية؟
روسيا حاولت عدة مرات أن تقوم بدور عبر دعوة القيادة الفلسطينية ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكن كانت للأسف تواجه عراقيل كثيرة وحسب ما علمت أن إسرائيل لم تلاقي هذه العروض بايجابية، روسيا حاولت ومازالت وفقا للمسؤولين الروس، تحاول من أجل دعم عملية سلام ناجزة تؤدي إلى إنهاء الاحتلال وقيام دولة فلسطينية مستقلة.
سبوتنيك: تنظر الأردن براحة في حال كان لروسيا دور في هذا الملف؟
بالتأكيد الأردن يرحب دائما بكل الجهود الدولية الهادفة إلى التوصل إلى حل عادل يعيد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة على الأرض الفلسطينية، وفي مقدمة هذه الجهود نرحب ونقدر دور روسيا ونحترم مواقفها تجاه القضية الفلسطينية.
سبوتنيك: ما هي أبرز مجالات التنسيق بين البلدين بما يخص الأزمة السورية؟
كما تحدثت كانت نقطة التواصل، من خلال نقطة الاتصال الموجودة في عمّان، وأطرافها الولايات المتحدة وروسيا والأردن، وكانت لوقف القتال في منطقة خفض التصعيد، واستمر هذا الأمر لغاية قبل شهرين إلى أن بدأت العمليات العسكرية ضد الجماعات المسلحة في جنوب سوريا، التنسيق كان يهدف لحفظ الأمن في مناطق خفض التصعيد، كان هذا الجانب في اعتقادي أمر حيوي بالنسبة للأزمة السورية.
الآن روسيا لديها خطط في موضوع إعادة اللاجئين السوريين، نحن كما ذكر معالي وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي نرحب بالعودة الطوعية للاجئين السوريين، إلى ديارهم وهذا حقهم ويجب على المجتمع الدولي أن يساعدهم للوصول إلى هذا الهدف.
الأردن تحمل أعباء كثيرة نتيجة اللجوء السوري وللأسف المجتمع الدولي قدم مساعدات لكنها لم تكن كافية، ما أنفقه الأردن على اللاجئين خلال السنوات الماضية يقدر بعشر مليارات دولار، لم يصل للأردن منها سوى 30% ربما أقل أو أكثر.
نأمل أن تنتهي الأزمة السورية ويعود الأمن والاستقرار إلى سوريا، وتحافظ سوريا على وحدة أراضيها ووحدة شعبها، ويعود اللاجئون السوريون الذين عاشوا بيننا إخوة معززين وضيوفا على بلدهم الثاني إلى ديارهم.
سبوتنيك: إلى أين وصلت جهود التعاون بين البلدين فيما يخص قضية إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم؟
الروس قدموا أفكارا، لكن لم يتبلور شيء على أرض الواقع حتى الآن، هم طرحوا مجموعة من الأفكار ونحن كما تحدثت نرحب بالعودة الطوعية للاجئين السوريين.
سبوتنيك: ماهي أبرز المعيقات التي تواجه جهود إعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم؟
هذا الموضوع يحتاج إلى تنسيق عالي من جميع الأطراف، سواء من قبل الأمم المتحدة، من الحكومة السورية، من روسيا، مع أطراف دولية أخرى. العملية لن تكون سهلة. اللاجئ يجب أن يعود إلى بيت آمن ومنطقة مستقرة ومنطقة آمنة ولكن هذه الأفكار مازالت في طور البحث، لم يتبلور شيء عملي رسمي، إذ لا بد أن يكون هنالك تنسيق مع كل الأطراف المعنية ومع الأمم المتحدة أيضا، عودة اللاجئين السوريين مصلحة أردنية ونحن ندعم جهود روسيا في هذا المجال وندعم كل الجهود الدولية التي تصب في هذا الاتجاه.