أطلقت وزيرة التنمية الأجتماعية ورئيسة اللجنة الوزارية لتمكين المرأة السيدة وفاء بني مصطفى حملة «أنت نص البلد» تمهيدا للانتخابات البرلمانية القادمة في 10 أيلول المقبل،سعيا لرفع الوعي بأهمية المشاركة السياسية للمرأة وصنع القرار، وتعديلات قانوني الأحزاب والانتخاب، والمتضمنة اتاحة الفرصة للمرأة الأردنية لمنافسة الرجل على المقاعد سواء في البرلمان أو المجالس المحافظات والمحليات، انسجاما مع الجهود الوطنية التي تشجع على المشاركة بالانتخابات النيابية المقبلة، وعملا بالتوجيه الملكي السامي بدعم جهود الهيئة المستقلة للانتخاب.
إن المشاركة الفاعلة للمرأة لا يعني فقط ترشحها للانتخابات، بل تعني أيضا المشاركة بعملية صنع القرار، من خلال الأدلاء بصوتها في صندوق الاقتراع، لتختار الأكفأ والأجدر، لتمثيلها في البرلمان، اذ أن المرأة القادرة على بناء الأجيال، قادرة أيضا على بناء الأوطان...في ضوء ذلك يتوقع ان يشهد البرلمان المقبل ارتفاعا في تمثيل المرأة، خصوصا على مستوى القائمة الحزبية، مع وجود نسبة الحسم (العتبة)،والتي ستفضي الى عدد أضافي من النساء على القائمة الحزبية.
قبل قرنين من الزمان، طرح عالم الاجتماع الفرنسي"فريدريك ليبلاي"نظريته حول مكانة المرأة،التي تمر بثلاث مراحل: المستقرة (الاستاتيكية)،والانتقالية،وغير المستقرة (الديناميكية)، والتي تصلح للانطباق على حال المرأة العربية في هذا العصر، اذ تجمع بين خصائص المرأة الكلاسيكية والمرأة المتطورة، لذلك نراها تحاول أن تغذ السير إلى الانتقال إلى المرحلة المتطورة، من خلال أنشطتها السياسية وانجازاتها التشريعية وتصرفاتها الاجتماعية، مناضلة إلى تحقيق وضعية الشريك الكامل المتفاعل، رافضة وضعية الفئة الخاصة، التي تطالب بالإنصاف.
تعيش المرأة حالة الازدواجية بين الحاضر المتحرر والماضي المحافظ، تتنازعها رؤى الداخل بأفكارها وقيمها ومقاييسها،وهي قديمة ومحافظة، ورؤى الخارج المتجدد المتحرر،المتأثر بروح العصر، تحاول أن تنشئ الأبناء، وتتماشى مع الزوج،وتتعامل مع المجتمع،اذ ان تشكل شخصية الأنثى ليس نتاجا بيولوجيا وراثيا فحسب، إنما يضاف إليها مكونات اجتماعية ثقافية، تصبغ المجتمع وكل فرد فيه بسمات وخصائص، ذكرا كان أم أنثى،لكن المرأة تمعن في التأثير على المجتمع وبنائه الثقافي، من خلال دورها الحساس في التنشئة الاجتماعية وفي حياة الأسرة،زوجة وأما وربة بيت،تنقل روح المجتمع وعناصر الثقافة،من عادات وتقاليد وقناعات، حتى لو كانت جملة الأفكار من صنع الرجل، في كثير من الأحيان،تعلي من سلطة الرجل، وتخفض من شأن المرأة.
ولكن ثمة مواقف تعبر عن عدم الرغبة في التحرك على المستوى النسائي في الفعل الجماعي الوطني، ولما سئلت احداهن عن السبب، افادت ان لا فائدة في ذلك لأن التبعات السلبية التي تترتب عن الجدل والنقاش هي أكثر من الانعكاسات الأيجابية للمشاركة ذاتها، فهي تفضل أن تبقى في الظل، وان تعمل بصمت بعيدا عن أعين الرجال، وتقول ان بنات جنسها اجمالا يفضلن ذلك،مهما كانت درجاتهن العلمية ومواقعهن الأدارية وأدوارهن القيادية.وفي موقف آخر، تبين أن المشاركة في احد المؤتمرات على المستوى الوطني، لم تستجب للدعوة بالتعبير عن الرغبة بالحضور سوى أمراة واحدة من بين هؤلاء الخمسين أكاديمية، حتى أنها قالت بعد عودتها من جلسات المؤتمر بانها قد ضيعت وقتها سدى.
نأمل أن تلاقي دعوة الوزيرة المعنية تجاوبا واقبالا من نصف المجتمع ليشارك في بناء كامل المجتمع.