بعد ان استطاعت الحكومة الحالية ان تنجح بتنفيذ «المهمة المستحيلة» بجزئيها الاول والثاني، لم تنتظر طويلا حتى بدأت بمواجهة «المهمة المستحيلة 3» والتي على ما يبدو انها تقدم اكثر من المستطاع لتتمكن من إنهائها بنجاح رغم صعوبة اجواء التنفيذ وتعقيدتها، فما هي المهمات المستحيلة التي نجحت بها حتى الان؟.
انا لا ابالغ على الاطلاق اذا ما قلت بان هذه الحكومة الحالية وقد قاربت على انهاء «اربع سنوات» من عمرها قد واجهت اكثر ثلاثة تحديات تعقيدا وصعوبة بتاريخ المملكة منذ التأسيس وبشكل متعاقب ومتسارع ما بين التحديات، فما ان تنهي بنجاح الخروج من تحد حتى تدخل بتحد اخر اكثر تعقيدا ومع ذلك لم نشعر بها حتى هذه اللحظة.
منذ تولي الحكومة مسؤوليتها في العام 2020 وبالتزامن مع دخول «الجائحة كورونا» وتعمقها وما رافقها من اغلاقات وتوقف عن العمل في القطاعات الاقتصادية تمكنت الحكومة من وضع برامج وخطط تعاف واوامر دفاع مكنتنا من تجاوز كافة التحديات الاقتصادية ومساعدة القطاعات الانتاجية والخدمية للعودة للعمل والنمو باقل الخسائر محافظة على الاستقرارين النقدي والمالي وعلى العمالة في القطاع الخاص من التسريح.
وبالعام 2021 بدأت المؤشرات الاقتصادية بالارتفاع مسجلة معدلاتها الطبيعية قبل ان تدخل الجائحة وعادت الحياة الى طبيعتها، لتبدأ نفس القطاعات بالانتعاش وتسجيل نسب نمو وارقام اعلى من سنة الاساس 2019 لتستمر بتحقيق النتائج جراء الكثير من الاجراءات الحكومية التي يعلمها الجميع.
وما انتهت الحكومة من اعادة «القطار الاقتصادي» لسكته الصحيحة وبسرعة اعلى من ذي قبل حتى صدمت بالنتائج الكارثية للحرب الروسية الاوكرانية وما رافقها من «تداعياتها الاقتصادية» الخطيرة والكثيرة كما سلاسل التوريد وموجات التضخم غير المسبوقة، ونجحت في جعل معدلات التضخم الاقل في العالم والحفاظ على دينارنا من اقوى العملات في العالم باجراءات حصيفة.
وما ان بدأنا بتفادي تداعيات تلك الحرب حتى اطل علينا العدوان على غزة المستمر منذ300 يوم دون توقف وسط تداعيات خطيرة ابرزها تراجع السياحة في اول خمسة شهور والكثير من القطاعات لتبدأ الحكومة في خوض غمار هذه المهمة مستندة الى السمعة الاقتصادية للمملكة وارتفاع تصنيفها الائتماني ونتائح ما تحقق على مدار عامين قبل العدوان.
رغم كل ما حدث لم تتوقف الحكومة عن تنفيذ اهم مهمة لديها وتكمن في التحديثين الاداري والاقتصادي مستمرة بتنفيذ اولوياتها ضمن الجدول الزمني المحدد لها وهذا بحد ذاته انجاز.
خلاصة القول، ما كنا لننجح حتى هذه اللحظة في الخروج من هذه التحديات لولا اننا استكنا وانهزمنا امام صعوبة المهمة واستحالتها وخاصة لدولة امكانياتها بسيطة ومحدودة اقتصاديا وتعيش في اقليم ملتهب وتحملت ما تحملته من تداعيات واضطرابات الاقليم ولعل أهمها اللاجئين والارهاب وغيرها من التحديات، ولهذا نجحنا بتنفيذ المهمات الثلاث المستحيلة فكانت علينا النار بردا وسلاما بفضل التوجيهات الملكية وحصافة التنفيذ والاصرار من قبل هذه الحكومة.