مدار الساعة - كتب - موفق كمال - نشر الزميل موفق كمال نصاً مؤثراً يستذكر فيه الزميل الراحل المرحوم احمد كريشان.
وتاليا ما كتبه موفق كمال:
كنت اجلس إلى جانبه ،، السيارة مرسيدس لف، وتحمل رقم رباعي متسلسل، والمرحوم الزميل أحمد كريشان أو ابو كريش(كما نناديه) ، يقود مركبته وهو بكامل أناقته وقيافته, وبشعره الكثيف الذي يحمل اللونين الاسود والابيض، وقليل من التجاعيد في وجهه التي تعطي انطباع انه مسؤول وازن في مؤسسة سيادية.
سرعان ما يتحرك أحد أفراد الحرس على باب محكمة أمن الدولة ويفتح البوابة على مصراعيها،، ووجهه يحمل ابتسامة مشرقة قائلا : تفضل سيدي.
الموقف ذاته كان يتكرر أمام مديرية الأمن العام ووزارة الداخلية وجميع المؤسسات الأمنية والعسكرية،، فلا يكاد ضابطا أو شرطيا الا ويعرف ابو كريش، حتى إذا اعترضت إحدى الدوريات مركبة أحد الزملاء أو الزميلات، فلا ملاذ له إلا أن يتصل بالزميل ابو كريش، طلبا للاستغاثة،، فيبلغ مسؤول الدورية أن ابو كريش يسلم عليه، فيترك وشأنه ويطلب منه أن يوصل سلاما إلى ابو كريش.
ولا تكاد. جريمة ترتكب في العاصمة عمان الا وهناك من يتصل به ويبلغه عن الجريمة وتفاصيلها، والزميل ابو كريش يجري اتصالا مع البحث الجنائي أو مدير شرطة العاصمة ليؤكد الخبر الذي سينشر غدا بصحيفة الرأي.
كنت حريصا في بدايات عملي الصحفي مطلع التسعينات على مرافقة الزميل أحمد كريشان في جولاته الصحفية في قطاعاتنا التي نغطيها سويا،، فكان خير معلم لي، فهو يمتاز بالقوة والذكاء والقدرة على الحصول على المعلومة الخاصة.واكثر ما تعلمت من الزميل ابو كريش،، وهو عبارة أن (معلومة مكتوبة خير من ذاكرة قوية) ولهذا كان في جيبه دائما ورقة وقلم لتدوين المعلومات التي يتلقاها اولا باول.
الزميل أحمد كريشان توقف عن عمله كمندوب صحافي في جريدة الرأي بعد أن أحيل على التقاعد لبلوغه سن الستين وكان يحمل رتبة مدير تحرير.
اليوم وارينا جثمان الزميل الثرى بحضور ثلة من زملائه وأقاربه ومحبيه، رحمه الله والجنة مثواه،، وتعازينا لأسرته وعشيرته وللزملا، في صحيفة الرأي