أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

رقصة التانغو 'قبل الأخيرة' بين شَريكي 'الإبادة'.. الصهيوني والإمبريالي


محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo

رقصة التانغو 'قبل الأخيرة' بين شَريكي 'الإبادة'.. الصهيوني والإمبريالي

محمد خروب
محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
يكاد لا يختلف إثنان على ان المنطقة.. دولها والشعوب, باتت على «كف عفريت». لا أحد فيها يمتلك القدرة على رسم سيناريو او تدبيج «تقدير موقف», لتداعيات ما سيحدث إذا ما وعندما قرّرت طهران كما حزب الله/اللبناني, الدخول في مواجهة مع دولة الاحتلال التي تجاوزت كل الأعراف والنواميس, والأطر الناظمة للقانون الدولي وسيادة الدول وخصوصا إدراك ان للقوة حدودها, وأنها «وحدها/ القوة» غير قادرة على فرض الأجندات وجداول الأعمال, وخصوصا إخضاع الشعوب واحتلال اراضيها, ومنعها من المقاومة وإسترداد حقوقها, على النحو الذي ما يزال تحالف الشر الصهيو أميركي يحول فيه دون الشعب الفلسطيني وتقرير مصيره, وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني.
وإذا كانت إدارة الرئيس الأميركي/ بايدن (الآفلة), التي إستهزأ بها وتلاعب, مجرم الحرب نتنياهو, منذ السابع من أكتوبر/2023 حتى الآن, بل إزداد إزدراء لها, ساحبا إياها من أُذنها وليس فقط من أنفها, خاصة بعدما أقدمَ على عمليّتيّ الإغتيال في بيروت وخصوصا طهران, بإغتيال الشهيد إسماعيل هنية, وقبله بساعات معدودة القائد العسكري في حزب الله/ فؤاد شُكر, فإن ما أقدمت عليه إدارة بايدن مباشرة بعد تلويح إيران وحزب الله بالإنتقام من الكيان العنصري, وخصوصا رفض أي وساطات او دعوات مُغرضة ومشبوهة لـِ«خفض التصعيد» ومنع إنزلاق المنطقة الى حرب إقليمية, يؤكد من بين أمور أخرى, ان واشنطن كانت على علم بالجريمتيْن فبل إرتكابهما.
بدليل مسارعتها للإعلان عن إرسال 12 بارجة الى المنطقة, ثم أتبعتها بتحريك حاملات الطائرات والمدمرات والغواصات المرافقة, مع أسراب كبيرة العدد من الطائرات المقاتلة, ودائما في لفت الانظار الى ذلك الحشد الذي لم يسبق له مثيل, حتى إثر الحشد الإستعراضي العدواني بعد السابع من أكتوبر2023, إنما جاء/ الحشد للدفاع عن «إسرائيل», وأن ذلك تم الإتفاق عليه بين بايدن ونتنياهو عندما «بَحثا عمليات نشر مُعدات دفاعية أميركية لدعم إسرائيل». وهو أيضا ما أكّد عليه مجلس الأمن القومي/الأميركي, الذي اعلنَ عقب العدوان الصهيوني على ضاحية بيروت الجنوبية، أن الالتزام بـ «أمن إسرائيل» ثابت «لا يتزعزع» ضد تهديدات كل «أذرع» إيران, بما في ذلك «حزب الله».
من هنا يبدو كل ما تمَّ ويتم تسريبه أميركيا, والترويج له غربيا/ أوروبيا وفي أوساط إقليمية وعربية, ان بايدن «حذّرَ» نتنياهو خلال مكالمة هاتفية بينهما الخميس الماضي, وَصفها مسؤولان أميركيان بـِ«الصعبة»، بأنه «إذا أقدمَ على التصعيد, فيجب ألاّ يعتمد على واشنطن لإنقاذه». مجرّدَ أكاذيب موصوفة بات صعبا على إدارة أميركية شريكة لحليفها الصهيوني, في حرب الإبادة والتجويع والتهجير والتدمير, تسويقها في عالمٍ إكتشف ولو مُتأخرا, أن الحلف الشيطاني الذي يجمع بين الدولة الصهيونية الإستعمارية الإحلالية, وامبراطورية الشر الأميركية, مُكرس للقتل والهيمنة وتجاوز كل القوانين والمواثيق الدولية, بلا كوابح او ضوابط او مُحرّمات.
ثم كيف يمكن تصديق بايدن, عندما زعم انه «طلبَ» من شريكه الصهيوني في الحرب الوحشية على الشعب الفلسطيني (التحرّك» فوراً» نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة ووقف التوتّرات في المنطقة). مُترافقا ذلك الزعم بتسريب آخر تولى موقع «أكسيوس» الأميركي هذه المرة تسريبه, نقلا عن مسؤولين في إدارة بايدن, ان الأخير وكبار مساعديه «يشعرون بالإحباط الشديد إزاء تداعيات الاغتيالات الإسرائيلية في بيروت وطهران، التي وقعت بعد أقل من أسبوع من زيارة نتنياهو الأولى للمكتب البيضاوي, بعد انقطاع دام 4 سنوات». مُشيرا/أكسيوس الى أن المسؤولين الأمريكيين يشعرون أن «نتنياهو أخفى عن بايدن خططه في شأن تنفيذ الاغتيالات»، بعد أن تركَ انطباعا بأنه كان «مُستجيباً لطلب بايدن بالتركيزعلى التوصّل إلى اتفاق بشأن غزة».
تندرج في الإطار ذاته أقوال بايدن عن اغتيال الشهيد إسماعيل هنية عنما قال: انه/الإغتيال «لا يُساعد في التوصّل إلى وقف إطلاق النار في غزة»، زاعما انه أجرى «مكالمة صريحة للغاية» مع نتنياهو. في الوقت ذاته الذي لم «يُدِن» فيه بايدن او يُبدي «قلقه» وإنزعاجه من عملية الإغتيال, ما يستبطن «رِضاه» إن لم يكن إبتهاجه بهذه العملية الصهيونية الجبانة.
ساذج مَن يعتقد ان إدارة مُتصهينة كإدارة بايدن, تعُجّ اروقة مكاتبها في البيت الأبيض, بعدد غير مسبوق في تاريخ الإدارات الأميركية المُتعاقبة من «اليهود», الذين لا يُخفون تقديم «يهوديّتهم» على هويّتهم الأميركية, يمكن ان «تُنذِر» تل أبيب, ما بالك «تحذيرها» بعدم إستعدادها لـ«إنقاذها», او إنقاذ نتنياهو نفسه, على ما قالت التسريبات؟.
إنها مزامير «تلمودية» صهيو أميركية.. ليس إلاّ.
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ