بوجود (إسرائيل) لم يعد من المجدي الحديث عن القانون الدولي أو عن عن العدالة الدولية أوالمساواة، فإسرائيل حالة استثنائية بكل المقايس لا يجوز لغيرها من الدول أن تفعل ما تفعله مهما كانت الأسباب والمبررات. فلإسرائيل وحدها حق الاحتلال وارتكاب جرائم القتل والإبادة وقتل الاطفال والنساء والشيوخ والرجال وقصف وتدمير البيوت والمستشفيات ودور العبادة وقتل الاطباء والصحفيين، وتعذب الأسرى والمعتقلين، وأن تقتلع الشجر والحجر، لها الحق في أن تقتل وتغتال من تشاء أينما حلت أو ارتحلت لا تؤمن بسيادة الدول فكما قال الرئيس الامريكي (بوش) بعد أحداث 11 سبتمبر/ من ليس معنا فهو ضدنا فإما أن تسكت أو تتهم بالعداء للسامية فقد أصبحت هذه العبارة الصهيونية، التي ترهب بها إسرائيل كل من لا يقف معها أو يعاديها.
إسرائيل تؤمن بأن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم فلا مجال عندها للمهادنة عندما يتعلق الأمر بمصالحها كيف لا وهي دولة سرطانية خبيثة، تسعى للتوسع والانتشار قائمة على أكذوبة تلمودية بأنها أرض الميعاد وبأنهم شعب الله المختار، وبأن شعوب العالم وجدت لخدمتها وللأسف استطاعت على مدار عقود أن تتحكم وتزيف الحقائق وتلعب دور الضحية، فأصبح المجرم ضحية والضحية مجرم.
كما قلنا عندما يتعلق الأمر بجرائم (بإسرائيل) فإن العالم الغربي يصيبه حالة من العجز المخجل، فتسقط جميع المبادئ والقيم الإنسانية والديمقراطية التي يتحدثون عنها ليلا ونهار، فلم يعد من المجدي بفعل الدعم الامحدود من الأميركان وبعض الدول الغربية الحديث عن القانون والعدالة الدولية والأمن والسلم الدوليين الذي نص عليهم ميثاق الأمم المتحدة، أو حتى القرارات الصادرة عن المنظمات أو المحاكم الدولية فجميعها حبر على ورق، وكما يقال شر «البلية ما يضحك»، فليس الدول فقط فكل من يعارض إسرائيل يتهم بالعداء للسامية، حتى وإن كان الأمر يتعلق بالمنظمات والمحاكم الدولية بما فيها الأمم المتحدة.
لقد جعلت إسرائيل من المبدأ «المكافيلي» الغاية تبرر الوسيلة شعارا لدولتها وأساسا لضمان وجودها وجعلت من الخبث والكذب وتزوير الحقائق أساسا لسياستها فهي لم ولن تلتزم بأي معاهدة أو اتفاق أو قرار فيه إنقاص من سيادتها على الأرض المحتلة ولم تؤمن يوما بالسلام أو بحل الدولتين تحاول دائما أن تظهر بمظهر المظلوم تلبس ثوب المعتدى عليه صاحب الحق شعارها في ذلك أكذب ثم أكذب حتى يصدقك الناس.
لقد كشفت حرب غزة للعالم الوجه القبيح المخادع الكاذب لإسرائيل فهي لا تفكر بل تفكر خارج الصندوق فعندما تشعر بالحرج تبتز أقرب أصدقائها وحلفائها من الأميركان والغربيين، بأنها لا تدافع عن نفسها فقط بل تدافع عن العالم الحر المتحضر فهي تسعى لتخفيف العبء عنها بتوسيع نطاق الحرب إقليميا رغم امتعاضهم لتوريطهم بحرب بالوكالة للدفاع عن مصالحهم حسب ما تدعي لذا تلجأ الى التحرش بإيران وأذرعها بالمنطقة بعمليات القصف والاغتيال التي تقوم بها.