انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

حماس لا ترتبط بقادتها


المحامي بركات ابو عماره

حماس لا ترتبط بقادتها

مدار الساعة ـ نشر في 2024/08/02 الساعة 14:53
في المقاومة الفلسطينية كلما استشهد مقاتل جاء مقاتل جديد وكلما استشهد قيادي جاء قيادي جديد ليكمل المسيرة، ولا يمكن للجيش الاسرائيلي أن ينتصر على المقاوم الفلسطيني في معركة تستند لإرادة صاحب الأرض وايمانه وقناعته بالنصر.
فطوفان الأقصى ليس حرب نظامية، إنما جيش نظامي مقابل مجموعات عسكرية موزعة جغرافيا، لا تقوم هذه المجموعات بمواجهات مباشرة أمام هذا الجيش بل توجه له ضربات عسكرية مؤلمة بشكل مُباغت وتلوذ بالفرار بسلام بعد كل ضربة، وبالتالي فإن فكرة الحسم العسكري للجيش الاسرائيلي بالضربة القاضية ضد هذه المجموعات لن تتحقق.
حماس لا تنتظر الدعم الخارجي، فجميع مقاتليها لديهم فكر المواجهة بالاعتماد على الذات في خوض وإدارة المعارك، ومن هنا بدأ يتعزز فكر الصمود والتثبت بالأرض وتحمل تبعات العمل النضالي لدى المقاومة الفلسطينية الذي جعلها مصدر ثقة مطلقة في الشارع الفلسطيني، فجميع فصائل المقاومة الفلسطينية تؤمن بقدراتها وتمتلك من الخبرات ما يؤهلها لبناء ادواتها ومنهجياتها وهذه خبرة تراكمية وليست خبرة مُفاجئة داخل الحالة الفلسطينية الأمر الذي حال من قدرة الجيش الاسرائيلي على تمرير فكر الهزيمة والهروب في المقاومة وفي الشارع الفلسطيني.
لن تسقط المقاومة باغتيال قادتها فقد علمنا التاريخ انه كلما مات سيد قام سيد وكلما غربت شمس اشرقت أخرى وكلما غاب قمر سطع آخر وقد جعل الله مع كل فرعون من الطغاة موسى من الحُماة وجعل مع كل أبي لهب من الحاقدين أبا بكر من الصدّيقين. فالمقاومة ستبقى تسير لن يضرها من خذلها وان نبحتها الكلاب وهاجمتها الضباع فحماس فكرة لا تموت بينما الناس تموت.
حماس أصبحت ذات سيادة بحكم الأمر الواقع حيث تمتلك حماس رؤيا ايدولوجية وتتمتع بقوة عسكرية التي تتمتع بها الدولة، ويعمل نظامها على هندسة وعي الشارع الفلسطيني الخاضع للمقاومة، وهذا ما يتضح لنا بأنه على الرغم من كل الضربات التي تلقتها المقاومة الفلسطينية فإنها لا تزال هي العامل المهيمن في كل مناطق غزة والضفة بفلسطين المحتلة من حيث أنها لا تسمح لأي بديل أن ينمو مكانها، وقد نجا عدد كبير من قادتها وذراعها العسكرية ما زالت فعالة.
رحم الله الشهيد المجاهد اسماعيل هنية، فما كان لهذا العظيم أن يموت ميتة طبيعية، فالذي يعيش عظيماً يموت عظيماً، والشهادة اصطفاء من الله تعالى لعباده الصالحين وهي للمجاهد مكافأة نهاية الخدمة. ربحت البيع يا أبا العبد فالمقاومة من بعدك لن تستسلم بل ستزيد وبأسها سيكون شديد والنصر سيكون قريب ان شاء الله.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/08/02 الساعة 14:53