يبدو واضحاً أن ما حدث في أبريل من هذا العام سيتم تكراره قريباً وذلك عندما شنت إيران هجوماً بطائرات مسيرة استهدفت إسرائيل مساء يوم 13 أبريل 2024. وشمل الهجوم عشرات المسيرات الانتحاريَّة وفقاً لمسؤولين إسرائيليين وأمريكيين. وفي ذلك الحين أكّد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، في تصريحاته أن سياسة الأردن ثابتة وكل مسيّرة أو صاروخ يخترق الأجواء الأردنية مهما كان مصدرها سيتم التصدي لها لمنع أن تسبب ضرراً في الأردن وتهديداً للأردنيين.
وفي الأمس صرّح مرة أُخرى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، قائلاً : "سنواجه منتهكي سماء المملكة .. ولن نكون ساحة معركة"، مضيفاً: "علينا دائماً أن نكون بمرحلة تيقظ على الحدود ولن نسمح لأي شخص بتحويل الأردن لساحة معركة وعلينا حماية بلدنا وبحال وجود أي تصعيد أولويتنا حماية الأردن والأردنيين"، مشدداً "أن أي شخص يريد انتهاك سماء الأردن فيجري مواجهة ذلك".
تأتي هذه التصريحات المباشرة والشديدة في ظل التصعيد القائم بين إيران وإسرائيل بعد حادثة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران قبل أيام. كما يطرح اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والطريقة التي تم بها في العاصمة الإيرانية طهران، مخاوف من ردود فعل قوية، قد تؤدي إلى انقلاب المعادلة العسكرية في المنطقة بين الجهات المتنازعة.
بطبيعة الحال فإن تصريح وزير الخارجية الأردني مبني على القواعد الدولية والقانون الدولي العام. فالأردن دولة تحافظ على سيادتها من خلال مجموعة من القواعد الدولية التي تحدد ما يمكن وما لا يمكن فعله أثناء النزاع المسلح بين الدول. ومثال على ذلك اتفاقيات جنيف والبروتوكولات الإضافية التي هي أساس تلك القواعد. إن مفهوم حق الأردن في الدفاع عن النفس في حال اختراق مجالها الجوي ينشأ من الحق القانوني للدولة في استخدام القوة أو التصرف المناسب لحماية النفس من أي تهديد أو خطر يهدد أمن وسلامة الأردن والأردنيين، وهذا حق من حقوق الإنسان الأساسية المعترف بها عالمياً، وإن اعتراض واسقاط المسيرات التي تعبر الأجواء الاردنية باي تجاه، حق مشروع. وبالتالي فإن موقف الأردن ثابت وذلك بعدم السماح باستخدام المجال الجوي الأردني من قِبل أي طرف ولأي غاية كانت، نظراً لما تشكله من تعدٍ على السيادة الأردنية حيث أن الأردن سيتصدى بحزم لأي تهديد يخترق أجواءه بهدف حماية البلاد وسكانها.
المحامي الدكتور يزن دخل الله حدادين