أصبحت معظم شعوب العالم وخاصة في العالم الثالث تفتقرالى ابسط مقومات حريتها وقرارها المستقل، وقبل ذلك الى خصوصية ومؤسساتها، فقد اسلمت هذه الشعوب حريتها وقدرتها على اتخاذ القرار المستقل لغيرها عن طيب خاطرها، بل أكثر من ذلك فان هذه الشعوب ادمنت على العبودية، منذ ان سلمت مفاصل هامة واستراتيجية من مقومات حياتها الى الشركات التي تتحكم بالانظمة التقنية، حيث لا سيطرة لهذه الشعوب وحكوماتها على على هذه الشركات، التي صارت تطلع على معلومات اخص خصوصيات هذه الدول والشعوب على الصعدين الفردي والجماعي. التجسس عليهم، بل والمساهمة في قتلهم، من خلال دور تطبقاتها في تتبع مستخدمها.
كما صار بيد هذه الشركات التحكم بمفاصل حياة هذه الشعوب والحكومات، وتعطيلها عن قصد او نتيحة خطاء قد يقع فيه العاملون في هذه الشركات، كما جدث في الفترة الماضية، حسبما تداولته وسائل الإعلام حيث جاء في الاخبار ((انأعطالا ضخمة تضرب الأنظمة التقنية حول العالم وشكوك أنها واحدة من أكبر الهجمات السيبرانية في التاريخ. حيث اعلنت قناة سكاي نيوز البريطانية توقف بثها بسبب الخلل التقني، وان أعطالا اصابت جميع مطارات اسبانيا، ومطارات في ألمانيا وكذلك تم الاعلان عن أعطال في مطار إدنبرة باسكتلندا كما اعلن كل من مطار سخيبول ومطار أمستردام في هولندا بأنهما يواجهان هجمات سيبرانية، كما تم الإعلان عن أعطال في مطارات أميركية، كما اعلنت بورصة لندن عن تأثر خدماتها بسبب ما حدث، كما اعلنت شركة القطارات البريطانية عن أعطال في أنظمتها، و اعلنت الكثير
من القنوات التلفزيونية عن خلل في بثها، كذلك اعلنت بنوك عالمية عن خلل في أنظمتها،كما اعلن عن انقطاع في إرسال هيئة الإذاعة الأسترالية وعن مشكلات تقنية ضخمة على مستوى استرالبا. وتلقى مركز 911 للطوارئ الأمريكي عشرات الآلاف من المكالمات وواجه ضغط شديد من المتصلين
لقد كانت جميع هذه الأعطال حول العالم مرتبطة بالأجهزة التي تعمل على نظام Windows)) . هذه الحالة تكررت أكثر من مرة بصور مختلفة، كما انها مجرد نموذج من نماذج سيطرة عدد محدود من شركات تقنيات الاتصال على مفاصل حياة الدول والشعوب التي ربطة نفسها بهذه الشركات، مما يعني فقدان هذه الدول والشعوب لحريتها بارادتها.
ومثل سيطرة شركات تقنيات الاتصال على ارادة الدول و الشعوب وسلبها لحريتهما، كذلك تفعل الشركات التي تمتلك وتدير شبكات التواصل الاجتماعي،مثل (فيسبوك) و (X) وغيرهما، و التي تتحكم بتدفق المعلومات للافراد والجماعات والشعوب والافراد، فتسمح بمرور ما تريده ادارات هذه الشركات من معلومات واراء وتعبير عن مواقف وتمنع ما تريد، والموقف من مايجري في قطاع غزة أكبر دليل قاطع على تحيز هذه الشركات، ومن ثم تحكمها، فهي تمنع كل مايتحدث عن الجرائم التي يرتكبها العدو الاسرائيلي بحق ابناء قطاع غزة، وفي نفس الوقت تنشر كل ما يزين صورة المعتدي الاسرائيلي . اي ان هذه الشركات ومن خلال تحكمها بتدفق المعلومات، قادرة على تشكيل المواقف وتوجيه الرأي العام، والسيطرة عليهما. وهي حقيقة ادركتها بعض الدول فعملت على التحرر من سيطرة شركات الاتصال وشركات التواصل الاجتماعي، من خلال ايجاد بدائل وطنية خاصة بها، وهذا مايجب ان تغعله الدول والشعوب الحريصة على حريتها واستقلالها والراغبة بالخلاص من الاحتلال الناعم الذي يسيطر عليها.فهل نكون من هذه الشعوب؟.