أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

'حادثة' مجدل شمس و'خطاب' نتنياهو في الكونغرس.. بعيون 'روسِيّة'


محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo

'حادثة' مجدل شمس و'خطاب' نتنياهو في الكونغرس.. بعيون 'روسِيّة'

محمد خروب
محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
ما تزال ملابسات وخصوصاً تداعيات, «حادثة» قرية مجدل شمس في الجولان السوري المُحتل, كما «خطاب» مُجرم الحرب/نتنياهو, أمام مَجلسَيّ الكونغرس الأميركي المُتصهّين في غالبيته العظمى, تتردّد في جنبات المنطقة كما في عواصم القرار الدولي, التي تُبدي هي الأخرى مواقف مُتباينة إزاء ما يحدث في منطقتنا, المُبتلاة بعدوانية وجرائم تحالف الشر الصهيوأميركي, الذي لم يتوقّف منذ أزيد من 76 عاماً, عن مقارفة أبشع جرائم الإبادة والقتل والتدمير, والتي وصلت ذروتها بعد عملية «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر 2023, وما تزال فصولها الد?وية متواصلة الوتيرة وفي تصاعُد, بل هي مفتوحة على ما هو أبشع وأكثر خطورة, في ظل التهديدات الصهيونية المدعومة أميركياً للبنان الشقيق, بذريعة «الإنتقام» لشهداء مجدل شمس. حيث فبركَ الشريكان الصهيوني والأميركي الأكذوبة, التي تُحمل المقاومة اللبنانية مسؤولية الحادثة.
لم تغب العاصمة الروسية/ موسكوعن المشهديْن اللبناني المُستجِد منه كما الذي سبَقه, منذ الثامن من أكتوبر 2023, بما هو اليوم الذي أعلنَ فيه «حزبُ الله» مُساندته بـ«النار», لمقاومي وأهالي قطاع غزة في تصديهم البطولي, لحرب الإبادة والتهجير والتجويع الصهيوأميركية, ناهيك عن الأهداف الخبيثة والخطيرة على المنطقة بأسرها, التي وضعتها تل أبيب وواشنطن, بدعم مُعلن من عواصم أوروبية وبخاصة ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا, كما حلف/الناتو, لمرحلة ما بعد «اليوم التالي», لإنتهاء الحرب الوحشية على غزة, والتي ظنوا لفرط غطرستهم,?أنها/الحرب, ستكون سريعة بل هي نزهة, ومسألة وقت ليس إلاّ... في نظرِهم.
وإذ من المفيد التذكير بما كان قاله الرئيس الروسي/بوتين وأشار إليه, خلال إستقباله الرئيس السوري/بشار الأسد قبل أيام في الكرملين, عن (إتّجاه المنطقة إلى «التصعيد» وأن سورية ضِمن هذا السياق)، فإن من السذاجة النظر الى حادثة مجدل شمس بمعزل عن الضجيج الصهيوأميركي المتصاعد, والمحمول على قرع طبول الحرب وتغيير معادلات وتفاهمات «سابقة", وفرض قواعد إشتباك جديدة على الجبهة اللبنانية, وغيرها من المطالب والإشتراطات الوقحة, خاصة في ظل عراقيل وتعديلات لا تتوقّف, يقوم باختراعها مجرم الحرب/ نتنياهو,على «صفقة» تبادل الأسرى و?قف حرب الإبادة والتجويع على القطاع الفلسطيني.
لنبدأ إذاً بما يقولونه في موسكو عن «حادثة» مجدل شمس. إذ كتبَ يفغيني بريماكوف/ الصحافي ومُقدم البرامج التلفزيونية والنائب الروسي السابق في مجلس الدوما (وهو بالمناسبة ليس «يفغيني بريماكوف» السياسي والصحافي «السوفياتي» الشهير, الذي عمِل بالصحافة بتكليف من الحزب الشيوعي, فاكتشفَ الشرق الأوسط وألَّفَ عنه عدداً من الكتب، كما عمل في جهاز الاستخبارات أيام الاتحاد السوفياتي, كذلك «بعد تفكّكه». ثم أصبح رئيسا لوزراء روسيا عام 1998. وتوفي في حزيران/العام2015 عن عمر ناهز 86 عاماً).
نقول: كتبَ بريماكوف مقالة 28/7 تحت عنوان: مَن يقف وراء الهجوم على مجدل شمس؟, جاء فيها (على ما ترجمَ صديقنا الدكتور/زياد الزبيدي): من الصعب بالنسبة لي, أن أتخيّل أي «مُحاربين ضد الصهيونية» أو ضد إسرائيل, سيُقررون الهجوم على المجدل، حيث يُوجد لدى الإسرائيليين مكتب بريد وبنك ومركز شرطة، وهو أمر «لا» يشعرون فيه براحة كبيرة. وهذا يعني ـ أضافَ الكاتب ــ أن هناك «حزب حربٍ حقيقي» يعمل بنشاط في الشرق الأوسط. يعمل بشكل مدروس وفني. وأنا متأكد من أنه مع كل جنون الصراع بين العرب واليهود، والفلسطينيين واليهود، وحزب الله?وإسرائيل، فإن (حزب الحرب هذا... خارجي).
أما يفغيني بوزنياكوف، فكتبَ في صحيفة «فزغلياد». تحت عنوان: «مجدل شمس طوق نجاة نتنياهو».. قال فيها: (كما نشرها موقع RT الروسي) توعّدَ رئيس الوزراء الإسرائيلي/ نتنياهو بأن بلاده لن تترك الهجوم على قرية (مجدل شمس) في مرتفعات الجولان دون رد. موقف رئيس حكومة الدولة اليهودية الحاسم، يحظى بدعم مسؤولين آخرين. وفي الصدد ــ تابعَ بوزنياكوف، قال الباحث السياسي الخبير في مجلس الشؤون الدولية الروسي، كيريل سيمينوف: «ربما كانت رحلة نتنياهو إلى الولايات المتحدة ناجمة عن الحاجة إلى الحصول على ضوء أخضر للحرب في لبنان. وفي ا?وقت نفسه أصرّت واشنطن على إنهاء الصراع في قطاع غزة. ربما، من وجهة نظر الولايات المتحدة، هذان صراعان مختلفان».
وهكذا،ـ واصلّ سيمينوف ــ فإن الهجوم الصاروخي على هضبة الجولان، والذي أودى بحياة العديد من الأطفال الدروز، قد يكون عاملاً يفسر الحاجة إلى تكثيف الصراع مع حزب الله. وهذا يعزز بشكل كبير موقف إسرائيل تحسّبًا لتفاقم التناقضات الحالية مع هذه الاتجاه».
«بالنسبة لنتنياهو، يمثل الوضع الحالي طوق نجاة، يتيح له تحويل التركيز من العمليات العسكرية في قطاع غزة نحو المواجهة مع حزب الله. ومن الممكن أن تكون المهمة التي سيعلنها الجيش الإسرائيلي في المستقبل القريب هي دفع الحزب إلى ما وراء نهر الليطاني».
ماذا عن «القراءة» الروسية لخطاب مجرم الحرب/نتنياهو أمام الكونغرس؟.
نُكمِل غداً/الخميس.
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ