انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة شهادة جاهات واعراس الموقف مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الوطني


سميح المعايطة
وزير سابق

الوطني

سميح المعايطة
سميح المعايطة
وزير سابق
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ نشر في 2024/07/31 الساعة 09:45
البنية الطبيعية للدول ان كل مواطنيها وطنيين منتمين لبلدهم مؤمنين بالدولة وقيادتها ودستورها يجمعهم العلم وكل رموزها والفخر بشهدائها وجيشها ومؤسساتها الأمنية والمدنية، وهذا الامر لايختلف عليه المؤيدون لسياسات الحكومات او المعارضون لها، فرفض اي سياسة حكومية او عدم القناعة بأداء اي فريق وزاري لاينقل اي مواطن من معسكر الوطنية إلى خارجه.
وفي مسيرة كل الدول هنالك نماذج او مجموعات تغدر ببلدها او تتعامل مع عدو او تعمل على إسقاط الدولة وتكون الدولة عدوهم ومشروعهم اضعافها وتغيير بنيتها السياسية، وهذا النوع لاعلاقة له بالمعارضة السياسية الوطنية التي تعمل للإصلاح تحت سقف الدولة.
هذا الحديث من البديهيات التي يعلمها الجميع لكن ذهاب البعض إلى فتح سوق سوداء لتوزيع الناس على معسكرات الخيانة والوطنية واصدار اوصاف وتوزيع الناس إلى وطني او غير وطني وفق معايير تنظيم او تيار او مصلحة مجموعة او لغايات بث الرعب عند اي فئة من الاردنيين بهدف اسكاتهم او وقف دفاعهم او ايمانهم بوطنهم هو الذي يدفعنا إلى العودة إلى البديهيات.
الوطني هو كل اردني يؤمن بالدولة وثوابتها ورموزها وحريص على وجودها واستقرارها ويفتخر بتاريخها وانجازها بغض النظر ان كان معارضا لقرارات او سياسات حكومية او له وجهة نظر في اي تشريع او قرار، لكن عبر عقود الدولة الطويلة كان هناك أشخاص وجهات تتبع بالولاء والتعليمات لدول أخرى او تنظيمات غير اردنية ويحركهم ضابط مخابرات في الدولة التي يتبعونها لكن داخل البلد ليسوا معارضين لحكومات او قرارات بل يعملون بكل مايملكون من قوة لاسقاط الدولة وتغيير نظام الحكم ليكون الاردن حديقة خلفية لدولة أخرى وساحة اضافية لتنظيم من خارج ا?حدود فكيف نصنف هؤلاء اشخاصا او جهات؟.
والمشكلة ان هذه الجهات والأشخاص وفي كل مراحل عمر الدولة هم الذين يصنعون لأنفسهم قداسة وطنية ويتهمون المؤمنين ببلدهم بانهم غير وطنيين او منافقين، فهل من يؤمن ببلده واستقرارها منافق ام من ينتظر التعليمات من عواصم التنظيمات!! مع ملاحظة التطور في الاوصاف في كل مرحلة، فهم لم يكتفوا ولن يكتفوا بعملهم على نقض عرى الدولة وتفكيكها ارضاء لزعيم خالد او غير خالد في الإقليم او تنظيم خذل شعبه من تنظيمات الطيف العربي بل وضعوا كل مؤمن ببلده وقيادته وحريص على بقاء الاردن في خانة أعداء الوطنية.
كل الاردنيين المؤمنين بالاردن والدستور والقانون وطنيين لكن ماذا عمن يحتاج إلى زيارة عاصمة «شقيقة» مثلا لأخذ التعليمات في إدارة علاقة تنظيمه بوطنه الاردن في موسم سياسي او تثوير «الساحة» الأردنية او حتى المشاركة في انتخابات نقابة او برلمان او حتى اقل من ذلك، والغريب ان هذه الفئات التي عبرت تاريخ الاردن عندما تعود من زيارات التوجيهات من مرجعياتها تعود إلى اصدار صكوك الوطنية للاخرين.
وعبر تاريخ هذا البلد كانت بعض الجهات والأفراد لايشترون أغراض بيوتهم الا بإذن ضابط المخابرات في بلد المرجع لكنه عندما يتحدث عن اجهزة أمن بلاده او جيشه ومن يعمل بها كأنه يتحدث عن جيش احتلال وقمع علما بان دول المرجعية تمنع حتى ابداء الرأي بحكم مباراة كرة قدم وليس بنظام الحكم هناك.
كل الاردنيين المؤمنين ببلدهم والمنحازين لتاريخه والعاملين للانجاز فيه وطنيين لكن مؤكد ان كل دول العالم تعطي اوصافا أخرى لمن يقضي عمره لاسقاط بلده وقيادتها او لمن يعمل «اجيرا» سياسيا عند دولة أو تنظيم يريد العبث بالاردن.
الوطني هو من يؤدي واجبه تجاه بلده ايا كان عمله ولايتمنى لبلده الا الخير، اما من يقضي حياته يتمنى الشر لبلده ويعمل مع اخرين خارج الحدود على العبث ببلده، ويغيظه اي خير في الاردن حتى لو كان فوز المنتخب الاردني بمباراة كرة قدم فله وصف اخر، وهو ليس مناضلا الا لخدمة من يريدون الشر للبلد فقط لاغير...
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ نشر في 2024/07/31 الساعة 09:45