أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

لولا رفع 'الفائدة' لندمنا


علاء القرالة

لولا رفع 'الفائدة' لندمنا

مدار الساعة (الرأي) ـ
كلما اتخيل لو ان "البنك المركزي" لم يقم برفع اسعار الفائدة او تأخر برفعها اصاب بشيء من الذهول وهذا مجرد خيال ، فتخيلوا معي لو ان هذا الخيال كان حقيقة فماذا كان سيحدث لنا حينها ؟ وهل سيكون حالنا اليوم كما هو الان ؟ فقط اطلق العنان لنفسك قليلا وتخيل معي دقائق وفسر بعدها ما تفسر ؟.
اولا دعونا نستعرض اسباب رفع اسعار الفائدة التي قام بها "البنك المركزي" والتي تكمن في مواجهة موجات "التضخم" العالمية والمحافظة على قوة وقيمة الدينار الشرائية كوعاء استثماري والحد من"الدولرة"، والاهم ان نسيطر على ارتفاع الاسعار وويلاتها ودفاعا عن "الطبقتين الفقيرة والمتوسطة"التي هي وحدها من سيدفع ثمن ارتفاع التضخم والاسعار ، ودعونا نصف "التضخم" واضراره الكبرى على اي اقتصاد .
"التضخم"ياسادة هو اخطر شيء يمكن ان يواجه اي اقتصاد في العالم ، فمعدلات رفعه سريعة وتشعر بها كل يوم وساعة ،بينما خفضها صعبة ولربما باحيان كثيرة يصعب السيطرة عليها واعادتها لما كانت عليه ،فاعادة معدلات التضخم لمستوياتها الطبيعية احيانا ما تكون مستحيلة وتحديدا بالدول التي تستورد غالبية استهلاكها من الخارج وذات الموارد والامكانيات القليلة كما الاردن .
فتخيلوا ان تستيقظوا صباحا وقد اصبح كيلو الرز بـ3 دنانير والسكر 4 دنانير والدجاج بـ 10 و اللحمة بـ 40 دينارا وسعر صرف الدينار مقابل الدولار اصبح 16 دينارا وان تتحول"تعاملاتك اليومية" بالدولار كما نشاهد اليوم بدول كثيرة وان تنشط "الاسواق السوداء"وان تنقطع بعض السلع لعدم وجود عملات صعبة لاستيرادها ، وان تتراجع قيمة ممتلكاتك وان تعجز الدولة عن سداد ديونها وان تضاعفها الى اضعاف ما هي عليه الان وان ترتفع البطالة وتتراجع الاستثمارات ، وهذا كله جزء بسيط مما يتسبب به التضخم .
غالبية دول العالم لجأت لرفع اسعار الفائدة الغنية منها والفقيرة ولم تنجح بالحد من ارتفاع التضخم ووصولها الى مستويات خطيرة لانها تأخرت وتباطأت في رفعها ، بينما نحن في الاردن ولسرعة استجابتنا وقيامنا برفع اسعار الفائدة مع اتخاذ اجراءات حكومية سريعة استطعنا ان نسجل اقل معدلات تضخم بالعالم ما حقق لدينا استقرارا اقتصاديا نال اعجاب العالم وابهرهم .
خلاصة القول ، ان تسيطر على معدلات التضخم مستقرة بظل اقليم مضطرب ومتغيرات جوسياسية عالمية والاردن دولة تستورد 95% من احتياجاتها من الخارج فهذا انجاز تاريخي يسجل "للحكومة والبنك المركزي" وتأكيد على ان المملكة دولة عميقة قادرة على مواجهة التحديات ، وبدليل ان العالم استشاط تضخما بينما نحن مازلنا على ما كنا عليه ، وكان كل مايدور ودار حولنا مسلسل تلفزيوني او فلم هوليود .
مدار الساعة (الرأي) ـ