أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الأردنيون يدركون الحقيقة


سميح المعايطة
وزير سابق

الأردنيون يدركون الحقيقة

سميح المعايطة
سميح المعايطة
وزير سابق
مدار الساعة (الرأي) ـ
كل الافكار التي يتم طرحها أو محاولة تمريرها في جلسات أو مقالات أو أي وسيلة اخرى عن مستقبل العلاقة الأردنية الفلسطينية والعلاقة بين المملكة الاردنية الهاشمية والضفة الغربية او مناطق فلسطين المحتلة عام ١٩٦٧، كل هذه العناوين لها تعريف واحد عند الأردنيين أنها محاولة بائسة لتفكيك هوية الدولة الأردنية وتغيير بنية نظامها السياسي وأيضا إعفاء الاحتلال الإسرائيلي من واجبه كمحتل غاصب من واجباته تجاه الشعب الفلسطيني الذي دفع ثمنا وما زال لهذا الاحتلال.
وإذا كان الاحتلال الصهيوني لا يريد اعطاء الفلسطيني حقه على أرضه ومن تصدى لتحصيل الحقوق من قوى فلسطينية منذ عشرات السنين وحتى اليوم لم تستطع تحقيق ما قامت من أجله فأن هذا العناد الصهيوني وفشل قوى فلسطينية لا يكون بديله أي علاقة أردنية فلسطينية تحت أي اسم أو تفاصيل يدفع الأردنيون ثمنه من هوية بلدهم وبنية دولتهم كما تدفعه القضية الفلسطينية من حقوقها الاساسية.
مؤكد أن الأمر محسوم أردنيا منذ عهد الحسين رحمه الله الذي أعلن أن الهدف أولا إقامة الدولة الفلسطينية وبعدها يكون الحديث، ومنذ تسلم الملك عبدالله الثاني الحكم وحتى اليوم وهو يعمل مع العالم لتحقيق فكرة الدولة الفلسطينية على أرض فلسطين ويعتبرها مصلحة أردنية عليا، لأن نهاية أي علاقة مع الاحتلال يجب أن تكون اعطاء الفلسطيني حقوقه على أرضه وليس البحث عن افكار لإنقاذ إسرائيل من دفع الثمن ونعطيها اسماء حركية تبدو وحدوية لكنها في حقيقتها استهداف لهوية الدولة الأردنية وقتل للحق الفلسطيني.
كل ما تم طرحه منذ عشرات السنين من أفكار هي اليوم بالنسبة للأردنيين ميتة ومدفونة في التراب، فلا كونفدرالية ولا فدرالية ولا مملكة متحدة ولا عودة الضفة للأردن ولا الغاء فك الارتباط ولا أي اسم حركي جديد بما في ذلك صفقة القرن التي رفضها الملك بصلابة وقوة وذكاء، وكانت تعني في النهاية تصفية القضية الفلسطينية على حساب الحق الفلسطيني وعلى حساب الأردن.
ربما على الطامعين لأخذ حصص في معادلة مشاريع تصفية القضية وعلى حساب هوية الأردن أن يتوقفوا عن التذاكي أو إرسال رسائل معلوم للجميع توقيتها ومن يريدها، فالأردنيون ينظرون إلى كل هذا الركام الميت من الأفكار على أنه عدوان على هويتهم الوطنية وعلى دولتهم التي لا خيار عن الحفاظ على كل سماتها مملكة أردنية هاشمية ولن تكون وعاء لتصفية القضية الفلسطينية على حسابهم.
كل مانقوله معلوم ومكرر ومحسوم أمره عند الدولة الأردنية والأردنيين لكنها رسالة للاذكياء محترفي النبش في افكار خدمة مشاريع لايستفيد منها إلا الاحتلال الإسرائيلي، وأفضل الف مرة ان تبقى الامور كما هي من مسار يخسر فيه الفلسطيني حقوقه على أرضه ليأخذها في الأردن الذي سيخسر هويته.
مدار الساعة (الرأي) ـ