أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

أليس مِن المُبكر 'الرِهان' على ... 'كامالا هاريس'؟


محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo

أليس مِن المُبكر 'الرِهان' على ... 'كامالا هاريس'؟

محمد خروب
محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo
مدار الساعة (الرأي) ـ
في مشهد اميركي "غير مألوف".. اٌقّله طوال وخلال الشهور العشرة, على حرب الإبادة والتجويع والتعطيش والتدمير الصهيو أميركية, الهادفة في الأساس تهجير أهالى قطاع غزة, وبعد ان "أُجبِرَ" الرئيس الأميركي/ جوزيف بايدن, شريك مُجرم الحرب الصهيوني/ نتنياهو في حرب الإبادة, على الخروج من السباق الرئاسي, وبروز نائبته الهندوسية/ الجامايكية.. الأميركية/كامالا هاريس, كمرشحة "في شبه إجماع" من الحزب الديموقراطي, لمنافسة صاحب "صفقة القرن" وإتفاقات "أبراهام" التطبيعية,(أعادَ نتنياهو التذكير بها في خطابه الإستعراضي المُتغطرس امام مجلِسيّ الكونغرس, مُقترحاً/ الفاشي نتنياهو, توسيع هذه الإتفاقات تحت الإسم ذاته, مع الأصدقاء العرب "وفق وصفه", لمواجهة إيران).
نقول: وسط هذه الأجواء الأميركية المشحونة, خاصة بعد الصفعات التي وجّهها نتنياهو للرئيس الأميركي المُرغمِ على الإنسحاب, بعد إفلاسَ الأخير سياسياً, ولم يعد لديه من أوراق ضغط على نتنياهو (هذا إن رغِبَ), إثر تقديمه "كل" ما طلبه الأخير/نتنياهو وأكثر, كصفقات سلاح ودعم سياسي ودبلوماسي وإعلامي ولوجيستي, على نحو وجد فيه خصوم بايدن, داخل الحزب الديموقراطي وخارجه, فرصة لإستبداله, بعد ان غدا في نظرهم "بطّة عرجاء". وسط ذلك كله برزت في الأثناء نائبته/ هاريس, كحصان رهان لقوى ولوبيات عسكرية وسياسية وحزبية وشركات سلاح, ذات نفوذ وقدرة على خالط الأوراق لإبقائها في البيت الأبيض, كـ"رئيس للولايات المتحدة", خلفاً للصهيوني الأول في العالم (على ما وصفَ نتنياهو بايدن في الأيام الأولى, التي تلت عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023, عندما هرعَ بايدن وفريقه اليهودي/والمتصهين, لمؤازرة بل لمشاركة "أوثق وأول" حليف للولايات المتحدة "في العالم").
وإذ توالت الأحداث الأميركية الدراماتيكية هذه, عشية الزيارة "الأولى" لمجرم الحرب الصهيوني نتنياهو, منذ جلوس بايدن على المكتب البيضاوي في 20 كانون الثاني 2021, بدعوة من الحزبيْن الجمهوري والديموقراطي لإلقاء خطاب امام الكونغرس, فإن إرتفاع أسهُم كمالا هاريس كان لافتا هو الآخر, على نحو لم تتردّد/هاريس لفرط حماستها, في تدشين حمالتها الإنتخابية حتى قبل ترشيحها رسمياً من قِبل الحزب الديمقراطي. الى ان وصل المشهد غير المسبوق هذا, مرحلة أخرى بعد هبوط نتنياهو في مطار العاصمة واشنطن, وغياب او تغيّب هاريس (لا فرق جوهرياً بالفعل, وإن كان البعض في منطقتنا خصوصا, رأى فيها رسالة "حازمة" من هاريس لنتياهو ستعقبها رسائل أخرى). عن ترؤوس جلسة الكونغرس المُشترَكة, بوصفها رئيسة "فخرِية" لمجلس الشيوخ.
لكن المشهد الهوليودي الأميركي المُتقن هذا وصل الى ذروته, بعد إنتهاء لقاء هاريس ــ نتنياهو الذي دام 40 دقيقة, لتخرج "نائبة بايدن", كما يجب ان نتذكر صِفتها الرسمية, كونها لم تحصل بعد على "ورقة" الترشيح الرسمي من الحزب الديموقراطي. (المتوقّع ان تحصل عليها في الفاتح من الشهر الوشيك/آب, (وقبل المؤتمر الوطني العام للحزب الديموقراطي, في 19 ــ 22 أب القريب, وهذ ايضاً لافت للإنتباه).
إذاً خرجت كامالا هاريس بعد لقائها نتنياهو, لتطلق تصريحاً مُدوياً وصلت تردّداته أربع رياح الأرض, قائلة في لغة "أميركية" لم يعهدها سكان المعمورة منذ ستة عقود, وإن إختلفت موازين القوى واللاعبين والتحالفات والمصالح, (ونقصد هنا تداعيات العدوان الثلاثي, البريطاني, الفرنسي والصهيوني على مصر في30 أكتوبر/ 1956, وطلب الرئيس الأميركي آيزنهاور وقتذاك, من الإرهابي بن غوريون الإستجابة لقرار الأمم المتحدة الإنسحاب من سيناء, خاصة بعد الإنذار الذي وجّهه رئيس الوزراء السوفياتي/بولغانين لتل أبيب بالتدخل العسكري).
أكدت هاريس (بعد ظهورها وحيدة ولم يُشاركها نتنياهو) إثر إنتهاء لقائها به, وعلى الهواء مباشرة, "إلتزامها الراسخ تجاه إسرائيل وأمنها", ثم ما لبثت ان قالت على نحو فاجأ الجميع وربما فريقها الأقرب, انها "لن تصمِت" عن معاناة الفلسطينيين في غزة، مُعربةً عن اعتقادها بأنه "حان الوقت لإبرام اتفاق بشأن الحرب في قطاع غزة". ما رأى فيه كثيرون "تحوّلا" كبيراً في موقفها من الحرب الصهيو أميركية على القطاع الفلسطيني, خاصة بعدما زعمت انها أبلغت نتنياهو "قلقها العميق" إزاء عدد الضحايا الكبير, و "ناشدته" إبرام إتفاق لوقف النار.
وإذا كان التقليل من أهمية وخصوصاً صدقية هذه التصريحات, يبدو في نظر البعض نوعاً من العدمية, فإنه من السذاجة أيضاً وصف كل ما يقال "أميركياً" على وجه الخصوص, بأنه "تحول كبير" في المواقف الداعمة بلا حدود او كوابح او حتى "بالبعد الإنساني" لدولة الإرهاب الصهيوني, خاصة ان ما قيل وسيُقال بالتأكيد, يندرج في إطار حملة إنتخابية ساخنة, ما بالك ان التي تقول هذا الكلام وتطلق تلك التصريحات, لا تعدو كونها "وكيلة" في افضل الظروف, لقوى ولوبيات وأصحاب مصالح وشركات, تعِدهم بأن تكون في خدمة مصالحهم, على ما عودنا كل مَن دخلوا ـ او حيل بينهم والدخول ــ الى البيت الأبيض. ولعل الدليل الأبرز هر الرئيس/البطة العرجاء الحالي جوزيف بايدن.
مدار الساعة (الرأي) ـ