مدير الساعة - بين الأستاذ الدكتور محمد الفرجات المختص بجيولوجيا وجيوفيزياء المياه والبيئة بجامعة الحسين بن طلال، وفي حديث له على منتدى الابتكار سبب انقطاع المياه عن الأهالي في مدينة العقبة مؤخرا، حيث باتت بعض الأحياء تعاني عدم وصول المياه لخزانات البيوت، مما اضطرهم لشراء المياه بالصهاريج، ليضيف عليهم اعباء كلف التكييف وثمن المياه التي تنقلها الصهاريج، في وقت تصل فيه الحرارة في المدينة فوق 45 درجة بوميا، كما وقد وضع الفرجات الحلول للمشكلة، وذلك في منشور مطول له جاء فيه:
الطاقة الاستيعابية للأنبوب المائي الذي يزود العقبة من آبار الديسة تبلغ نحو 60 ألف متر مكعب يوميا، ويشتغل بطاقته الاستيعابية.
ثلاثة عشر بئرا في الديسة تعمل ليلا نهارا وبطاقتها الانتاجية القصوى لتغطية حاجة العقبة، فتضخ نفس طاقة الناقل الاستيعابية؛ 60 ألف متر مكعب يوميا.
يوجد في العقبة ثمانية خزانات كبيرة، تتلقى المياه من الخط المذكور، فتقوم شركة مياه العقبة بتوزيع هذه الكميات عبر الخطوط والشبكات الداخلية في المدينة، وذلك لكل الأحياء السكنية والقطاعات الصناعية والسياحية والمؤسسات.
موجات الحر التي باتت تشهدها العقبة فاقمت الطلب على المياه منذ شهر أيار للآن، لغايات التكييف (المكيفات الصحراوية وهي الاكثر إستعمالا في العقبة)، ولغايات ري الحدائق والشرب والاستخدامات المزلية المختلفة.
بعض الأحياء تصلها المياه ولكن لا تصعد للخزانات، وذلك بسبب كثرة السحب عليها، وتمر فترة الضخ دون أن تمتليء الخزانات.
شركة مياه العقبة لا تملك المال لإنشاء خط ناقل جديد لتعزيز الخط الحالي، والذي تعرض بشتاء عام 2006/2005 للكسر بفعل فيضان وادي اليتم، وعطشت المدينة وعاش سكانها الرعب لمدة أسبوع آنذاك لغياب المياه.
وكانت شركة مياه العقبة قبل سنوات قد مولت توسعة محطة التنقية في العقبة بواقع 17 مليون دينار.
يكمن الحل بإنتظار فترة الركود بالسحب على المياه ليلا لمليء الخزانات الرئيسية، وهذا صعب، والحل الأمثل هو زيادة عدد الآبار العاملة، وهذا له كلف ويحتاج تمويل، ويعيدنا للمربع الأول؛ زيادة القدرة الاستيعابية للخط الناقل، وهذا غير ممكن لأنه يعمل بأقصى طاقة.
هذا يعني أن الأمور ستستمر على ما هي عليه في آب وآيلول القادمين، إلى أن تنتهي موجات الحر، وبالتالي إستمرار إنقطاع المياه عن بعض الأحياء، وتوجه بعض الأهالي لشراء المياه بالصهاريج خلال الفترة المذكورة للأسف، وهذا يرتب على الأسر في العقبة كلف إضافية بجانب كلف التكييف مع موجات الحر غير المسبوقة.
أين الحل؟
بتقديري يكمن الحل ببث توعية مجتمعية شاملة في مدينة العقبة عبر كل الوسائل، ويطلب من الأهالي التكرم بترشيد إستهلاك المياه بشتى السبل، ووضعهم بأن هنالك بيوت لا تصلها المياه بسبب زيادة الطلب.
يشمل ذلك تأجيل تشغيل الغسالات إلى يومي الجمعة والسبت، وترشيد ري الحدائق والأشجار في محيط حوش البيوت وأمامها، وتخفيض كميات ضخ الحنفيات وبطاريات المياه بالتحكم بالمحابس التي قبلها، وفحص وضبط الشبكات الداخلية لوقف التسرب إن وجد.
هذا الدور التوعوي يمكن أن تقوم به دور العبادة بالارشاد، والمؤسسات (قطاع عام وخاص) عبر موظفيها... إضافة لأهمية توزيع نشرات إرشادية على البيوت.
يمكن أن تتبنى وتقود محافظة العقبة بالتعاون مع شركة مياه العقبة هذه المبادرة، لضمان حق كل سكان المدينة بالشرب وتأمين إحتياجاتهم من المياه.
الحل اعلاه مؤقت، ويجب أن نلتقي مع مجلس شركة مياه العقبة لتوجيههم لبعض الأمور الهامة التي لا أفضل ذكرها هنا.
لنتحدث أيضا عن تاريخ العقبة المائي لمن يرغب، ففي فترة ما قبل الخمسينات كان سكان العقبة يعتمدون على مياه آبار الحفائر المحاذية للشاطيء الواقع نواحي قلعة العقبة، وبعض الآبار الضحلة في مناطق الوحدات الغربية، وتعد المياه نسبة للنوعية بمقياس الملوحة ماءا مسوس صالح للشرب، تبلغ ملوحته فوق 1000 ملغم لكل لتر، أو جزء بالمليون، ويتغذى خزان العقبة بالرفد الجوفي عبر وادي اليتم ووادي عربة، وسطحيا بالتغذية من مياه الفيضان عبر الأودية الجانبية التي تخترق جبال القرانيت وتصرف الجريان السطحي الناتج من مناطق واسعة.
تلتقي مياه حوض العقبة الجوفي مع مياه خليج العقبة تحت سطحيا، وبينهما حاجز هيدروديناميكي كشفنا عن تفاصيله بدراسات جيوفيزيائية ونماذج متعمقة ومتخصصة شمال وجنوب العقبة، بجانب دراسة مياه حوض العقبة الجوفي كاملا؛ بالكم والنوع والحركة والحساسية ضد التلوث وخطر التلوث القائم (Al Farajat, 2002).
فيما بعد تم حفر بضعة آبار في فم وادي اليتم وملتقاه مع العقبة، وكانت تغطي حاجة العقبة التي تزايد سكانها مع زيادة نشاط الموانيء، وذلك لغاية أوخر السبعينات.
ويتغذى وادي اليتم عبر الرفد تحت السطحي من خزاني الديسة وخزانات رم الجوفية، إضافة للتغذبة السطحية عبر الفيضان القادم من ذات المناطق ومنطقة تتن كذلك، وتعد نوعية المياه بأعلى حدود تصنيف المياه العذبة بواقع 900 ملغم لكل لتر من الأملاح الذائية، وقمنا بدراسة الوادي كذلك على أعماق المياه بالجيوكهرباء ومباشرة كذلك، وتم دراسة نوعية وكيمياء المياه فيه.
بنهاية السبعينات زادت الحاجة للمياه، وتم مد خط مائي ناقل للمياه من الديسة للعقبة، وتم حفر آبار في الديسة لرفد العقبة عبر الناقل، وتعد المياه من أجود أنواع المياه في العالم (ملوحتها TDS لا تتعدى 300 ملغم لكل لتر)، وهي مياه جوفية مستحاثية غير متجددة، عمرها نحو 30 الف عام حسب دراسات النظائر المشعة.
بين عامي 1999 و 2002 أكملت الدكتوراة في جامعة يوليوس ماكسيميليان/فورتسبورغ، مبعوثا عبر مؤسسة التبادل العلمي الألماني DAAD، وهي من أرقى المنح العالمية.
وتم إختيار العقبة آنذاك لأهميتها وحساسيتها البيئية ومع دخول مشروع المنطقة الخاصة، عبر DAAD والمشرف البروفيسور بيتر أودلفت والمشرف المحلي البروفيسور إلياس سلامة، لتكون منطقة البحث والدراسة لبحث الدكتوراة... حيث تم تطبيق الدراسات الميدانية والقياسات وجمع العينات المائية عل. عدة فترات، وتم تحليلها ونمذجتها وكتابة الرسالة ومناقشتها في جامعة فورتسبورغ كمتطلب لمنح الدرجة.
وتاليا ملخص الرسالة:
The coast of Aqaba and the Aqaba region (Jordan) were investigated on their hydrogeoecosystem. The results of the research were translated into digits to build a geo-spatial data
base. The fillings of the graben aquifer receive indirect type of recharge through the side
wadis which drain the highlands. Surface water balance was modeled for a period of 20 years
of daily climate records using MODBIL program which attributes direct recharge to wet years
only. The hydrodynamic fresh water/seawater interface in the coastal zones was investigated
by applying vertical geoelectric surveys and models of several methods to confirm its coincidence with the aquifer’s flow amounts, where human impacts in terms of over-pumping allowed more encroachment of seawater into land, and unintended recharge which led to
seaward interface migration. A groundwater balance and solute transport were approached by developing a flow model from the hydrogeological and hydrochemical data. The nature of soil cover and aquifer whose physical properties enhance human impacts indicated the vulnerability of groundwater to pollution. This certainly threatens the marine ecology which forms the sink where the in-excess flow ends. The constructed digital background was
exported into GIS to sub-zone the study area in terms of the aquifer’s vulnerability to pollution risks using DRASTIC index. However, it was unable to meet all geo-spatial factors that proved to have significant impacts on the vulnerability. Consequently, a comprehensive index -SALUFT- was developed. This suggests the suitable land use units for each zone in the light of vulnerability grades aiming at protecting the available groundwater resources.
الرسالة متوفرة كاملة كرابط عبر الانترنت بصيغة pdf لمن يرغب لتزويده بها.