مدار الساعة - محمد القرعان - عاين أطباء ومختصون بالصحة والتغذية، مخاطر تناول الأطعمة المصنعة والسريعة لارتباطها بأمراض متعددة، والتوجه إلى تناول الأغذية الطبيعة التي يتم تحضيرها منزليا.
ونصح الأطباء والمختصون من خطر تناول اللحوم المصنعة وتجنبها لخطورتها على الصحة، بعد أن ربطت عدة دراسات بين اتباع نظام غذائي ثابت من اللحوم المصنعة والإصابة ببعض الأمراض القلبية وارتفاع ضغط الدم والسكري والإصابات الدماغية وخطر الوفاة المبكرة.
وأكدوا، أن الأطعمة المغلفة والمصنعة؛ هي الأكثر ضررا على الصحة، وأن استبدال السعرات الحرارية اليومية المكتسبة من اللحوم الحمراء والمصنعة بمزيج من الفواكه والخضراوات والمكسرات والبقوليات والمأكولات البحرية، تعود بنتائج إيجابية على الصحة وتجنب الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة والمزمنة.
وقالوا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا): "غالبا ما تعالج اللحوم المصنعة بإضافة الأصباغ والمواد الحافظة، وحمض اللاكتيك ونتريت الصوديوم، لمنحها لونا ورديا ومذاقا مميزا، وهي مكونات يشتبه العلماء، أنها قد تشارك في تكوين المركبات المسببة للسرطان في الجسم.
وأشاروا إلى أن العديد من الدراسات العلمية الطبية، أظهرت في وقت سابق، أن المواد الحافظة المضافة إلى مثل هذه الأطعمة، لتمنحها لونا طبيعيا، ومدة صلاحية أطول، تتحول عند هضمها إلى مادة النترات التي ترتبط بالسرطان الذي أصاب الحيوانات الخاضعة للاختبار.
وقال الدكتور خالد زايد علاونة من مستشفى الملك المؤسس والمحاضر في جامعات عالمية: إن التفاعلات بين الدهون المشبعة والملح والنترات والحديد؛ تزيد من مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، والسرطان، وارتفاع معدل الوفيات، مشيرا إلى أن دراسة نشرت عام 2015، وعززها تقرير للوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) صدر بعد 7 أشهر، أفادت بأن اللحوم المصنعة ليست صحية، لاحتوائها على مواد مسرطنة.
وأضاف، أن هناك بعض الأدلة التي تشير إلى العلاقة بين اللحوم المصنعة وبعض السرطانات، مثل المعدة، إلى جانب زيادة في خطر الإصابة بسرطان الثدي بين النساء اللواتي يتناولن هذه اللحوم.
وأكد العلاونة، أن مثل هذه الأطعمة تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة، وكمية من الصوديوم ومواد حافظة من النترات، وهذا كله قبل إضافة التوابل والمقبلات وغيرها.
وفيما يتعلق بخطرها على صحة القلب والدماغ، يقول الدكتور العلاونة، "إن اللحوم المصنعة الباردة (لحوم الساندويشات)، تأتي في مقدمة الأطعمة التي يمكن أن تزيد أمراض القلب والأوعية الدموية، وتتسبب في النوبات القلبية والسكتات الدماغية".
ويضيف:" اتضح أنه من المرجح أن يؤدي تناول اللحوم الحمراء المصنعة إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية في وقت لاحق من الحياة، وهو غالبا ما يؤدي إلى زيادة الوزن أو السمنة، حيث تتحول هذه اللحوم إلى أرطال إضافية غير مرغوب فيها".
وبين أن بعض هذه اللحوم متخم بالسعرات الحرارية والدهون حتى الكميات القليلة منها قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم وارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري بنسب عالية.
بدوره، أوضح الطبيب المختص الدكتور محمد خليل زهران، التأثيرات والسلبيات للوجبات السريعة على صحة الإنسان من بينها زيادة الوزن والسمنة نظرا لزيادة الدهون المهدرجة فيها، كما أن لها تأثيرات على البشرة وصحة الأسنان والمعدة والأمعاء لكثرة الأملاح فيها.
وأشار زهران إلى تأثيرها على مناعة الجسم ومستويات الطاقة وقد تكون لها سلبيات على نمو الأطفال، داعيا إلى ضرورة تجنب الإستهلاك البشري لمثل هذه الأطعمة واستبدالها بما هو مفيد، مثل الأكلات البحرية والبقوليات والفواكة والخضار بما يعود بالفائدة الإيجابية على صحة الإنسان وتجنبه خطر الأصابة بالعديد من الأمراض.
وأشار زهران إلى الضرر الذي لا يقتصر فقط على مثل هذه الأطعمة، بل يشمل المشروبات الغازية التي ترافقها في العادة، لأنها تلحق أضرارا كبيرة بصحة الإنسان، إضافة إلى الأغذية المقلية التي تعود أيضا بالضرر على الإنسان.
وقال الشاب مصعب شوماف، إن الطعام يبقى صحيا إلى حد كبير طالما أنه طبيعي، أما إذا أصبح الطعام مصنعا فإنه يبقى مثار جدل حول الضرر الذي يمكن أن يحدثه على صحة الإنسان على المدى البعيد.
وأضاف ان معظم الوجبات التي يتناولها الشباب حاليا هي آكلات أو وجبات سريعة بسبب مذاقها اللذيذ وسرعة تحضيرها، مشيرا إلى العديد من الأطعمة المصنعة التي يتناولها الشباب، بشكل شبه يومي، دون أن يعرفوا مدى خطورتها على صحتهم، إذ قد تؤذيهم مع العمر.
وبين الشاب يسري زيتون، بأنه واع ومدرك لخطورة مثل الأطعمة، وأنه يحبذ الوجبات التي يتم تحضيريها بيتيا، مثل سندويشات اللبنة وزيت الزيتون والزعتر وغيرها من الأطعمة الطبيعية، مشيرا إلى أن العديد من الشباب يفضلون تناول الأطعمة المهدرجة أو غير الصحية، دون الانتباه لمضارها على الصحة.
ودعا الشباب إلى مقاطعة الأكلات السريعة والتحول إلى السندويشات البيتيىة كونها طبيعية وأكثر آمانا.