انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات برلمانيات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

عن رد الفعل الأميركي ـ الإسرائيلي.. على'إتفاق بيجين' الفصائلي/الفلسطيني؟


محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo

عن رد الفعل الأميركي ـ الإسرائيلي.. على'إتفاق بيجين' الفصائلي/الفلسطيني؟

محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo
مدار الساعة (الرأي) ـ نشر في 2024/07/25 الساعة 00:37
لم يتأخر رد الفعل الصهيو أميركي على "توافق" (14) فصيلاً فلسطينياً, على المُصالحة وإنهاء الإنقسام, وخصوصاً تشكيل حكومة "مُصالحة وطنية مؤقتة" حول إدارة غزة بعد إنتهاء الحرب الصهيوأميركية على قطاع غزة". بما هي "أهم نقطة في إعلان بيجين", على ما قال حرفيّاً وزير الخارجية الصيني/ وانغ يي, الذي رعى وواكبَ اجتماع الفصائل الفسطينية على مدى يومين.
وإذا كان وزير الخارجية الصهيوني العنصري المُتغطرس/يسرائيل كاتس, المُتخصص في مُهماجمة رؤساء الدول والإساءة إليهم وتوبيخهم, وإتهامهم بِمُعادة السامية وكراهية اليهود والقول لهم "عار عليكم", قد سارعَ الى مهاجمة رئيس سلطة الحكم الذاتي في رام الله/ عباس, "مُغرداً" على منصة (X): "وَقّعتْ حماس وفتح اتفاقاً في الصين للسيطرة المُشترَكة على غزة بعد الحرب. وبدلاً من نبذ الإرهاب، - أضافَ كاتس - أبو مازن/عباس يحتضن قتلة "حماس" ويكشف عن وجهه الحقيقي. عملياً ـ تابعَ ـ هذا لن يحدث لأنه سيتم سحق نظام حماس، وأبو مازن لن يرى غزة سوى "من بعيد", وسيظل أمن إسرائيل في أيديها وحدها". أما الفاشي المُتطرف, وزير المالية/ ورئيس حزب الصهيونية الدينية/ سموترتش, فقد جمعَ محمود عباس ويحيى السنوار/زعيم "حماس" في غزة, في صورة واحدة مُعلّقَاً عليها على النحو التالي: "هل سنأّمَنْ على أمننا غداً في غزة والضفة بين أيدي هؤلاء"؟.
في حين زعمَ مُتحدث الخارجية الأميركية/ماثيو ميلر, انه "على الرغم من أن الوزارة لم تُراجع نص اتفاق الفصائل الفلسطينية في بيجين، بما في ذلك "حماس وفتح"، لإنهاء "انقسامها"، إلا أن الولايات المتحدة "لا تدعم أن يكون لحماس دور في حكم غزة بعد الحرب. مُضيفاً: عندما يتعلق الأمر بِحكم غزة في نهاية الصراع، "لا يمكن أن يكون هناك دور لمنظمة إرهابية"، في إشارة إلى حركة حماس. لافتاً/ميلر أنه "لا يعتقد أن الاتفاق سيكون له بأي شكل من الأشكال, تأثير على المناقشات الجارية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار". مُستطرداً إلى أن الولايات المتحدة تريد "رؤية السلطة الفلسطينية تحكم غزة والضفة الغربية بشكل مُوحد" بعد الحرب. مُختتِماً بالقول: لكن لا، نحن "لا ندعم دوراً لحماس"، كون أيدي حماس "مُلطخة بدماء المدنيين الأبرياء، الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء".
لغة صهيوأميركية واحدة إستعلائية ومُتغطرسة, تغرِف من قاموس الايديوجية العدونية, الإستعمارية الإستيطانية الفاشية, التي نشأ واُقيم على هدي تعاليمها التلمودية, كيان المُهاجرين المستعمرين البيض/الأوروبيين, في ما بات يُعرف باسم الولايات المتحدة الأميركية, وتوأمها الصهيوني الإستعماري الإحلالي المُسمَّى "دولة إسرائيل".
وهما أيضاً/واشنطن وتل أبيب إستمرأتا حال لإنقسام الفلسطيني, ووضعتا إستراتيجيّتهما المُشترَكة, على أنه إنقسام سيطول, إلى أن يغدو واقعاً يصعب الرجوع عنه, كون فتح كما حماس قرّرتا الذهاب به/لإنقسام الى نهاية الشوط,, لكل منهما ــ كما تحلُمان وتُخططان كل على حدة بالطبع ـ دولته وشرطته وخصوصاً تحالفاته وإرتباطاته.
من هنا وعلى رغم الشكوك التي رافقت الإعلان, عن توافق الفصائل الفلسطينية الـ"14", على "إعلان بيجين" وخاصة البند الذي تحدّث عن تشكيل "حكومة مصالحة وطنية مؤقتة", فإن ما صدر على لسان احسان عطايا/ عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي ومفاده: إن ما وردَ في البيان الختامي للحوار الفلسطيني في الصين, الذي تم تسريبه إلى الإعلام "غير دقيق". مُوضحاً/عطايا أن "حركته رفضتْ أي صيغة تتضمّن الاعتراف بإسرائيل صراحة أو ضمناً"، مُضيفاً: أن حركة الجهاد الإسلامي "لم تُوافق على إدراج صيغة تنص على القرارات الدولية, التي تؤدي إلى الاعتراف بشرعية كيان الاحتلال الغاصب، وطالبتْ بسحب اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل". وطالبتْ/الجهاد، كما قال عطايا، بتشكيل "لجنة طوارئ أو حكومة طوارئ لإدارة المعركة", في مواجهة الإبادة الجماعية ومُخططات تصفية القضية الفلسطينية.
نقول: إن ما صدرَ عن "إحسان عطايا", إضافة إلى ما أدلى به مسؤولون من حركة فتح وسلطة رام الله, من تصريحات وإشتراطات وخصوصاً تسريبات بعد صدور إعلان بيجين, تحتدث عن ضرورة إلتزام "حماس" بما كانت السلطة "الشرعية" طرحته في جولات حوار "فاشلة" سابقة, يزيد من الإعتقاد بأن مصير "إعلان بيجين", لن يختلف عن مصير البيانات و"الإعلانات" السابقة التي تم التوافق عليها, والتقاط صور"العِناقات" والضحكات المُجلجلة التي تردّدت في جنبات قاعات الفنادق الفخمة, التي إستضافت المُتحاورين انفسهم في الغالب.
في السطر الأخير ..ثمة ما هو أكثر خطورة, من كل ما سبق, وهو أن التحالف الصهيو أميركي, سيبذل كل ما لديه من قدرات وإمكانات ونفوذ وضغوط , لمنع أي دور مُؤثر للصين, في القضية الفلسطينية, بل خصوصاً في المنطقة بأسرها, خاصة بعد "الصفعة" المُدويّة التي وجّهتها الدبلوماسية الصينية" الى واشنطن, عندما نجحت في جمع الرياض وطهران في بيجين, ومن ثم توصّلهما إلى ما يمكن وصفه "تبريد" التوتر بينهما, وإنتهاج الحوار وسيلة لحل ما يُعكّر صفو علاقاتهما, التي شابتها خلافات ظن كثيرون ان الوقت قد فات على "تطبيعها".
مدار الساعة (الرأي) ـ نشر في 2024/07/25 الساعة 00:37